أنهت ميدتيل للاتصالات سنة 2009 بتحقيق نتائج تؤكد أن انسحاب الإسبانيين والبرتغاليين من رأسمالها لم يزدها إلا صلابة وقدرة على الحفاظ على مكتسباتها في السوق المغربية مع البحث عن موقع متميز بين منافستيها. النتائج المعلن عنها يوم الخميس 24 مارس الجاري أفادت بأن عدد مستعملي هواتفها النقالة بلغ 9,5 مليون زبون أي أن حصتها من السوق بلغت 37,30%، بل إنها حملت ما يثبت أن مغربة رأسمالها لم تقف عائقا أمام نموها، وإنما على العكس من ذلك، ساعدت على حصد نتائج قياسية في الفصل الرابع من سنة 2009، وبفضل بلوغها رقم معاملات بقيمة 1,5 مليار درهم في هذا الفصل، فإن رقم معاملات السنة بلغ 5,4 مليار درهم مسجلا بذلك ارتفاعاً بلغ معدله 2,2% مقارنة مع السنة السابقة. وإذا كانت الأزمة الاقتصادية العالمية قد فرضت على الشريكين السابقين بيع حصصهما بهدف تسخير الأرباح المحققة في حماية مصالحهما بالدول الأوربية، فإن تدهور القوة الشرائية بأوربا، وخاصة منها دول الجنوب كإسبانيا وفرنسا وإيطاليا قلص بكثير من قيمة المكالمات التي ينجزها مغاربة الخارج مع أهلهم وذويهم بأرض الوطن، ومع ذلك، فإن رقم معاملات ميدتيل ارتفع في الفصل الرابع من سنة 2009 بمعدل 10% مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2008 وبمعدل 23% مقارنة مع الفصل الأول من 2009. احتداد المنافسة حول السوق المغربية للهاتف النقال واجهته ميدتيل بتوجهات وخيارات تجارية تميزت بكون عروض تخفيض الأسعار شملت 300 يوم خلال سنة 2009 أما بالنسبة لكلفة المكالمة في المستقبل القريب، فإنها ستخضع بشكل كبير الى قرار الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات المحدد لقيمة الربط بين مختلف الشبكات، وبالنسبة لميدتيل، فإنها لا تراهن على الزبناء الذين لا تتعدى مكالماتهم بضع ثوان، وإنما تراهن على الزبناء الذين نادراً ما تقل مكالماتهم عن دقيقة، ومادام أنها تدعو إلى تمكين كافة الفاعلين في القطاع من استعمال البنيات التحتية المتوفرة فإنها، وتمشياً مع هذا المنطق، شرعت في الاستغلال المشترك للبنيات التحتية مع الوافد الجديد «إينوي». ومع أن المنافسة تهم بشكل خاص زبناء الهاتف النقال المسبق الدفع، فإن ميدتيل حققت تحسناً ملحوظاً على مستوى باقي المجالات، حيث ارتفع عدد الزبناء المنخرطين بمعدل 27% مما مكن من رفع المداخيل المحصلة من هذه الشريحة بأزيد من 7% أما عدد المقاولات الزبونة، فارتفع ب 25%، وبذلك ارتفعت المداخيل المحصلة منها بمعدل 13,5%، أما بالنسبة للأنترنيت فقد ارتفعت حظيرتها ب 179% على مستوى الزبناء وبمعدل 120% على مستوى المداخيل. وبخصوص باقي المنتوجات يبدو أن الديون المترتبة عن البرامج الاستثمارية تسدد بوتيرة عادية حيث تم سنة 2009 تسديد مبلغ 1,5% مليار درهم، وبذلك، فإن البحث عن تقليص مدة انتظار الشروع في تحقيق أرباح يدفع الى الاستثمار في مواكبة التطور التكنولوجي في كافة الميادين المرتبطة بالصوت والصورة، فثقة الفريق المسير لميدتيل في كفاءاته وموارده البشرية أعطت نتائج إيجابية منذ الفصل الرابع من 2009، لكن الانطلاقة الجيدة لاتزال في حاجة ماسة إلى التأكيد خاصة في الظرفية الراهنة المتميزة بالانكماش الاقتصادي وباحتداد المنافسة.