بدأ كل شيء حينما لم يرض ساكنة حي الإنعاش عن تصميم تهيئة توج بخطوة تبليط، أقل ما يمكن أن يقال عنها، أنها أكثر من متواضعة.. لم تلعن ساكنة حي الإنعاش الظلام، لكنها قررت أن تشعل شمعة وهي تترجم تصميما افتراضيا وضعه أحد أبناء الحي، على أرض الواقع، ليغيروا ملامح أزقتهم. فجأة تحول الحي المتواضع الى قبلة للكثيرين، وفاز ب3 جوائز، وعلى خطاه برزت تجارب أخرى.. بحيث يمكن القول ان حي الإنعاش البسيط بطنجة بات نموذجا بيئيا راقيا للوحة فنية امتزجت ألوان زهورها بسلوك مواطناتي أفرز حيا بألوان الحياة. قال الأعرج أحد سكان حي الإنعاش في لقاء مع « فبراير كوم » بخصوص تجربة: » لم نخطط لشيء في البداية..وضع أخي تصميما افتراضيا يحتوي على بعض الأسس الفخارية والشتائل… السكان أعجبوا بالفكرة وأرادوا تطبيقها على أرض الواقع وساهموا في إنجاحها، بعد أن أغضبهم تصميم تهيئة وتبليط أساء للحي في اعتقادنا.. » وأضاف الأعرج : »مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية ثمن هذه المبادرات في جائزة ابن بطوطة للمبادرات البيئية والتي فاز فيها حي الإنعاش ب3جوائز، جائزة الجمهور وجائزة الإبداع والتميز وجائزة لجنة التحكيم مناصفة مع أحياء أخرى. » كم كلفت الفكرة؟ تسأل « فبراير.كوم » فيتردد الشاب عبادي الاعرج في البداية عن الكشف عن المبلغ، قبل أن يؤكد لنا أن الفكرة كلفت ستون ألف درهما صرفت على امتداد سنة. قال لنا بالحرف أنه لو علم الساكنة أن ترجمة تصور أخيه الذي فضل البقاء خلف الظل، ستكلف كل هذا المبلغ، لما تشجعوا على القيام بالخطوة الأولى، مؤكدا أن الفكرة بدأت بسيطة ببضعة دراهم وبتطوع البعض الآخر، وأنهم لم يفطنوا يوما بعد آخر أنهم صرفوا كل هذا المبلغ، لكنهم ليسوا نادمين، لاسيما بعد أن توجوا خطواتهم هاته بقوسين حديدين يرسمان ملامح زقاق يتجمل يوميا لسكانه. وفي نفس السياق، أكد عبد العزيز الجناتي محام ورئيس مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية: » جائزة ابن بطوطة للمبادرات البيئية سلطت الضوء على هذه المبادرات، اعتبارا لقيمتها سواء في البعد الجمالي أوعلى مستوى انعكاسها على السلوكات التي أثرت فيها. » باختصار مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.