فجر انتحاري نفسه الاربعاء بحزام ناسف في شاطىء بولاية سوسة السياحية (وسط شرق), في حين أحبطت الشرطة محاولة Bخر الاعتداء على ضريح الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة في المنستير المجاورة, في حادثتين اعتبرتهما وزارة الداخلية "تحولا نوعيا" في عمليات نسبتها الى جماعة "انصار الشريعة بتونس" المصنفة تنظيما "إرهابيا" في تونس. وأعلنت الداخلية في بيان ان دورية امنية تفطنت الى تسلل شخص "أسمر البشرة" الى فندق بمدينة سوسة "وبمحاصرته وتضييق الخناق عليه بالتعاون مع حراس الفندق, لاذ بالفرار وأقدم على تفجير نفسه" في الشاطئ المقابل للفندق دون ان يخلف التفجير "خسائر مادية أو بشرية" باستثناء مقتل الانتحاري.
وقال التلفزيون العام ان الانتحاري فجر نفسه ب`"حزام ناسف".
وذكر شهود عيان لفرانس برس ان الانتحاري حاول دخول الفندق من بابه الخلفي لكن تم رصده من الحراس الذين منعوه من الدخول وطاردوه لعشرات الامتار حتى الشاطىء حيث فجر نفسه.
وأوضحوا أن النصف الاسفل من جسم الانتحاري تطاير اشلاء جراء قوة التفجير.
وقالت وزارة الداخلية ان الشرطة "تمكنت من احباط محاولة تفجير كان عنصر إرهابي ينوي القيام بها" في ضريح الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة (أول رئيس حكم تونس بعد استقلالها عن فرنسا سنة 1956).
وقال مصور اصيل المنستير لفرانس برس ان الشخص الموقوف تم رصده من قبل السكان بسبب حركاته المشبوهة حين كان في مقبرة قريبة من ضريح بورقيبة وهو معلم سياحي في المدينة مفتوح للزوار.
ويعتبر بورقيبة الذي يتهمه اسلاميون متطرفون ب`"تغريب" تونس, رمز الحداثة ومحرر المرأة في تونس التي تحظى فيها النساء بوضع حقوقي فريد من نوعه في العالم العربي منذ 1956.
واعتبر محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية في تصريح للتلفزيون التونسي ان حادثتي اليوم تشكلان "تحولا نوعيا" في عمليات "ارهابية" تنسبها السلطات باستمرار الى جماعة "انصار الشريعة بتونس" المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
واعلن العروي في تصريح لإذاعة "شمس إف إم" الخاصة ايقاف 6 عناصر "ارهابية" قال ان لهم "علاقة مباشرة بالعنصرين الإرهابي ين اللذين حاولا صباح اليوم تنفيذ عمليتين إرهابي تين بكل من سوسةوالمنستير".
واضاف ان الموقوفين ينتمون الى "جماعة انصار الشريعة بتونس" التي صنفتها وزارة الداخلية نهاية اغسطس/ Bب 2013 تنظيما "ارهابيا" واصدرت بطاقة جلب دولية ضد مؤسسها سيف الله بن حسين الملقب ب`"أبو عياض".
وتركزت اغلب العمليات المنسوبة الى الجماعة في جبل الشعانبي (وسط غرب) على الحدود مع الجزائر, حبث قتلت عناصر من الجيش والشرطة.
ويومي 17 و23 تشرين الاول/اكتوبر الحالي قتلت مجموعات سلفية مسلحة شرطيا و8 من عناصر الحرس الوطني في هجمات متفرقة بولايات باجة (شمال غرب) وبنزرت (شمال) وسيدي بوزيد (وسط غرب).
ودعت رئاسة الجمهورية في بيان "كافة المواطنيين إلى مزيد التعاون مع الاجهزة الامنية والعسكرية في جهود مجابهة ظاهرة الارهاب, وذلك عن طريق الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة ومد ها بما لديهم من معلومات لتحقيق النجاعة القصوى في مواجهة التهديدات الارهابية التي تتعرض لها بلادنا".
وقالت ان "العمليات والتهديدات (الارهابية) المحدقة بالبلاد لن تنجح في تقويض الجهود الوطنية لانجاح المسار الانتقالي وتجاوز الصعوبات الراهنة" معربة عن "ثقتها في قدرة أمننا وجيشنا الوطنيين ووعي شعبنا في كسب هذه المعركة".
وياتي تصاعد العنف في الوقت الذي تعمل فيه الطبقة السياسية على الخروج من ازمة سياسية عميقة في البلاد نجمت عن اغتيال النائب القومي الناصري محمد البراهمي في 25 تموز/يوليو (ذكرى اعلان الجمهورية) بعد ستة اشهر من اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد.
وتجري مفاوضات من اجل تشكيل حكومة مستقلين تخلف الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية.
واثر حادثتي اليوم دعت السفارة الفرنسية في تونس الفرنسيين المقيمين في البلاد الى "ضرورة اتباع تعليمات الحذر وتوخي المزيد من اليقظة وتفادي اماكن التجمعات".
وذكرت القنصلية الفرنسية في بيانها بضرورة "توخي اقصى درجات الحذر" عند التنقل الى مناطق ولايات القصرين والكاف وجندوبة وقبلاط بولاية باجة غرب البلاد التونسية.
وقال البيان انه يتعين "تفادي المناطق القريبة من الحدود الجزائرية".