هذه قصة أخرى من الكفاح، بدأت من طنجة التي رأت فيها الخمال النور، ومن عروس الشمال بدأ التحدي بعد أن التقت بنصفها الآخر في فضاء الجامعة، وتكللت العلاقة بالزواج، فسار الاثنين معا في مشوار النضال من أجل الحياة، وتكللت العلاقة بصفاء والطيب الذي اختطف في فاجعة 16 ماي رفقة والده، ولهذا قالت الخمال بالضبط: »في غفلة منا استيقظ المغاربة على وجود من كان يتربص بنا كأسرة وكمغاربة »، وتضيف أن المأساة كانت كبيرة بعد أن اختطف زوجي وابني البكر: »قوة المأساة أتعايش معها بشكل آخر .. ومنذ تفجرها، أي منذ 13 سنة، عشت إيجابيات وسلبيات ». قالت الخمال والحزن بادي بشكل جلي على محياها، إنه على الرغم من المأساة، إلا أنه استطاعت أن تصل بابنتها إلى المحاماة، المهنة التي امتهنها والدها وحلم بها شقيقها، لكن لكي تتشبث بالحياة كان لا بد من تختار بالضرورة مسارا آخر، حيث توقفت سعاد الخمال عند العمل الذي كانت تقوم به كأستاذة، وتفرغت للعمل الجمعوي الذي لم تكن تقوم به في السابق، أي قبل الفاجعة. ناضلت الخمال من أجل دعم أبناء الضحايا لاستكمال دراستهم، والقيام بالكثير من أدوار ومهام التحسيس بمخاطر التطرف، لكن المسار هذا لم يكن مفروشا بالورود، حيث التحق بضحايا 16 ماي ضحايا آخرين بعد كارثة أركانة بمراكش!! وأكدت الخمال على الدور الهام الذي تقوم به الجمعية التي تقودها، خاصة في مواكبة الضحايا، كما نوهت في سياق آخر بيقظة الأجهزة الأمنية التي تعمل على تفكيك الخلايا الإرهابية: »خرجت من التعليم من الباب، لأعود له من النافذة، حيث كنت أدرس في القسم، وأنا الآن عدت إليه لتحسيس التلاميذ بمخاطر التطرف والإرهاب الذي يقضي على حياة مغاربة آخرين ». وأضافت الخمال أن المقاربة الأمنية لا تكفي وحدها، ولا بد من مبادرات تحسيسية، والتصدي لكل من يحرض على التطرف، ولا بد من إعادة النظر في المناهج التربوية، والتي تتضمن، عن قصد أو غير قصد، خطابات تدعو إلى التطرف، ولابد، تضيف الخمال، من إعادة النظر حتى في من يدرس المناهج التربوية، ولطالما سمعنا عن أساتذة يطالبن تلميذات أن لا يدخلن القسم بسبب ملابسهن، تقول الخمال!!