في الوقت الذي ما يزال ملف الفوضى الكبيرة التي شهدها مجلس مدينة الرباط في شهر فبراير الجاري بيد التحقيقات الأمنية، على إثر خلافات ومواجهات حادة بين مستشاري حزب الأصالة والمعاصرة ومستشاري حزب العدالة والتنمية، يبدو أن المواجهة بين الطرفين لا تتجه إلا نحو مزيد من التصعيد. وفي آخر الخطوات، قرر مستشارو فريق الأصالة والمعاصرة مقاطعة أشغال المجلس اليوم الاثنين، حيث أعلنوا انسحابهم مطالبين وزارة الداخلية بضرورة فتح تحقيق حول القضايا التي فجرت المواجهات بين الطرفين، على رأسها « العجز العقلي » للعمدة، محمد صديقي، المنتمي لحزب المصباح، والتعويضات التي يتلقاها من شركة ريضال. وقبل الإعلان عن قرار الانسحاب، أعرب رئيس فريق البام في مجلس المستشارين، عزيز بنعزوز، وعضو المجلس عن أسف حزبه الشديد لما عرفته الجلسة الماضية، والذي يشكل موضوع تحقيق تشرف عليه اللجنة الأخلاقية التابعة لحزبه. وأكد القيادي بحزب « البام » أن قرار الانسحاب لا يتعلق بمزايدة سياسية، « بل لتحسين صورة مجلس المدينة، وحفظ مصداقيته »، على حد ما نقلت مصادر حضرت المجلس. يذكر أن عمدة الرباط، محمد صديقي، كان قد نفى نفيا قاطعا توفره على شهادة طبية تثبت أنه يعاني « عجزا نفسيا أو عقليا أو جسديا »، كما طرح علامات استفهام حول الجهات التي قامت بتسريب معطيات شخصية له تحملها الوثيقة التي تتحدث عن تلقيه لتعويضات مالية كبيرة من شركة « ريضال » التي اشتغل بها سبقا كمهندس.