نزل الخبر كالصاعقة. توفي المدرب الوطني المهدي فاريا. ذاك الرجل الذي قاد أسود الأطلس العاجزة حاليا عن الحركة لبلوغ ربع نهاية كأس العالم بميكسيكو 1986. المهدي فاريا، الإطار الذي نال حب الجميع، وتقدير الكل، حتى من لم يعايش فترته، ظل يعاني في صمت، بعدما تخلى عنه الجميع، إلى أن جاءت "التفاتة" ليتم تكريمه في مباراة استعراضية جمعت قبل أربعة أيام قدماء المنتخب المغربي وقدماء ريال مدريد الإسباني بطنجة.
أربعة أيام على هذا التكريم، شاء القدر أن يخطف نجما سطع في السماء عاليا، وتألق وهو يقود فرقا وطنية على رأسها الجيش الملكي.
داخل مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الفايسبوك والتويتر، الكل كان يتحدث منذ نزول خبر وفاة فاريا، عن رجل صنع مجد الكرة المغربية في وقت تعجز فيه عن صنع مجدها بكل الامكانيات المتوفرة.
نوفل العوالمة، الصحفي بقناة ميدي 1 كتب على صدر صفحته وهو يرثي الراحل المهدي:"رحمك الله وإلى جنان الخلد يا فاريا يا من أسعدت الملايين ذات يوم ، وها هم اليوم يبكون فراقك ويترحمون عليك وفي القلب غصة لن يمحوها النسيان".
أما يوسف ججيلي مدير مجلة الآن، فقد كتب :" أنا من الجيل الذي لم يتابع مباريات كأس العالم مكسيكو 86 ولم يسبق لي وأن شاهدت ذاك المدرب الكبير يوجه التعليمات للاعبيه، كما لم احظى يوما بشرف لقائه، لكن اسمه كان يصدح كلما دخلت ملعب كرة أو حاولت البحث في تاريخ هذه الرياضة ببلدي...برازيلي الأصل، عشق وطني وفيه سطع نجمه، اسمه المهدي فاريا، الذي سلم الروح قبل قليل لربها بهذه الأرض الطيبة.مثل هؤلاء الرجال سيذكرهم التاريخ وسيتعرف عليه أبنائي وأحفادي يوم يبحثون في تاريخ الكرة المغربية...الله يرحمو".
أما الشيخ محمد عبد الوهاب رفيقي الملقب بأبو حفص فقد كتب على صفحته بالفايسبوك: رحم الله الحاج المهدي فاريا وغفر له و أكرم مثواه....الوفاء يلزمني بإعلان الترحم عليه لأنه أمتعني و أسعدني و أنا ابن الثانية عشرة سنة، لا أعرف شيئا عن أحوال هذا الوطن البئيس، و لا أعرف من المتعة وسط كم عظيم من الجد إلا مراوغات بودربالة و استماتة الزاكي و دقة الظلمي و إبداع التيمومي....رحمك الله و غفر لك".