يبدو أن مغاربة المناطق المنسية لم يعودوا يعولون على شيء إسمه المسؤولين أو المؤسسات المنتخبة، إلى درجة أن العديد منهم شمروا على سواعدهم من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه، أمام تجاهل شبه تام لمن قدموا لهم ذات إنتخابات العشرات من الوعود، دون أن تجد تلك الوعود طريقها إلى التنفيذ إلى حدود اليوم. وانتشرت في الآونة الأخيرة صور على مواقع التواصل الإجتماعي، ولاسيما « فيسبوك »، تظهر كيف ناب مواطنون عن الدولة في تعبيد الطرق لفك العزلة عن قراهم ومداشرهم أو ترميم الفصول الدراسية المتداعية والمهددة بالإنهيار في الكثير من الأحيان، وغيرها من الأمثلة التي تثير العديد من علامات الإستفهام، وعلى رأسها ما الفائدة من الإنتخابات الجماعية، إذا كان المواطنون سيجدون أنفسهم مضطرين إلى القيام بإصلاحات هي في الصميم من اختصاصات المجلس البلدي والجماعة القروية؟ ورصدت في هذا السياق صور حصل « فبراير. كوم » على نسخ منها الإصلاحات التي شملت مؤخرا بعض مرافق إحدى الثانويات بمدينة تاوريرت والتي كان خلفها تلاميذ المؤسسة وبعض المحسنين، الذين حز في أنفسهم الوضع المأساوي التي كانت تتواجد عليه تلك المرافق، وخصوص المراحيض والفصول الدراسية، قبل إصلاحها بالإعتماد على سواعدهم وإمكانياتهم الذاتية.