أشاد رئيس الوزراء الإسباني السابق، خوسي لويس رودريغيث ثاباطيرو، بمستوى العلاقات التي تجمع المغرب وإسبانيا، مؤكدا أن المغرب حليف استراتيجي لبلده، وذلك طبيعي بالنظر لكل ما يجمع البلدين من علاقات جغرافية وتاريخية واقتصادية، تعود لقرون. وأكد ثاباطيرو، خلال حديثه بمجلس المستشارين، في افتتاح المنتدى البرلماني الدولي للعدالة الاجتماعية الذي يحتضنه المغرب اليوم الجمعة وغدا السبت، أنه دافع كثيرا حينما ترأس الحكومة في بلده عن الصداقة المستمرة بين المغرب وإسبانيا، وما يزال، قائلا: « حينما كنت رئيسا للوزراء، كنت دائما أدافع عن الصداقة المغربية الإسبانية. وأنا أعبر اليوم أمامكم عن اعتزازي بصداقتي مع المغرب ومع ملكه ». وأوضح المتحدث أن ما يربط البلدين من علاقات الجوار والتاريخ يفرض عليهما التعاون أكثر على مختلف الأصعدة، خاصة في ظل تنامي التحديات المشتركة، كالإرهاب والإقصاء ومظاهر التهميش. وفي هذا الصدد، أشاد ثاباتيرو باستقرار المغرب ونجاحه في أن يقدم نموذجا فريدا في محاربة هذه الظاهرة، حيث قال: « المغرب اليوم بلد مستقر ولديه مؤسسات وملتزم بالدفاع عن السلم العالمي ضد العنف والإرهاب. وهذا أمر جيد للغاية ». « الإرهاب والعنف لا مبرر له »، يقول رئيس وزراء إسبانيا السابق، قبل أن يضيف: « لا أعرف دينا ولا راية ولا إيديلوجية ترفض التعايش وتدعو إلى العنف والتخريب. والسياسة لا تذهب مع العنف، لذلك ينبغي أن نواصل جهودنا معا لمواجهة هذه الآفة ». كما أبرز المتحدث أن موضوع العدالة الاجتماعية ينبغي أن يشكل أولوية كل الدول والحكومات لأنها من الحقوق الأساسية للمواطنين، وخاصة ما يتعلق بضمان الحق في الصحة والتربية والتعليم. وشدد الخصوص على أهمية تحقيق المساواة بين الرجال والنساء ومحاربة الهدر المدرسي، وإعادة الاعتبار للبرامج المدرسية باستمرار. ووجه بهذا الخصوص دعوة إلى المغرب للاهتمام أكثر باللغة الإسبانية، والتي كشف أن الناطقين بها يتجاوزون 500 ألف عبر تراب المملكة. وقال « اللغة الإسبانية في المغرب يجب أن تعطى لها أهمية، وأن تكون لها مكانتها، لأنها متواجدة بهذا البلد قبل خمسة قرون ». كما قدم المتحدث بعض تجارب إسبانيا في ما يخص المواضيع والملفات التي تشكل محور اهتمام المجتمع المغربي حاليا، وخاصة ملف الأساتذة وأنظمة التقاعد والاستثمار، حيث أكد أنه لا يمكن الحديث عن مجتمع متحضر دون تعليم راق، ولا سبيل إلى ذلك، على حد قوله، دون الاهتمام بالأساتذة وتشجيع النجباء منهم. كما شدد على أن إصلاح التقاعد ملف محوره نظرا لدوره البارز في الاستقرار الاجتماعي. وفي الأخير، طالب الحكومة بضرورة تشجيع الاستثمار بكافة الوسائل، مشيرا إلى أن المئات من المستثمرين الإسبان يستقرون بالمغرب نظرا لوجود فرص مهمة فيه، حيث قال: « يجب خلق بنية تحتية كفيلة بمواكبة وتطوير هذه الاستثمارات ».