توالت اليوم التصريحات الشاجبة لمطالبة الوزير الأول المغربي إسبانيا بفتح حوار بين البلدين قصد إرجاع مدريد للمدينتي سبتة ومليلية إلى المغرب. وقد اتهم الحزب الشعبي الإسباني والحزب المسيحي الكطلاني، حكومة خوسي لويس رودريغث ثاباطيرو بإظهار ضعفها أمام الحكومة المغربية وهو ما حدى بالأخيرة إلى الاجتراء والمطالبة بإرجاع سبتة ومليلية. وأعربت سلطات المدينتين عن امتعاضها من المطالب "غير المؤسسة" للوزير الأول المغربي. وقال نائب رئيس حكومة مليلية ميغال مرين أن حكومته ترفض رفضا مطلقا وقاطعا المزاعم المغربية التي "لا معنى لها"، والتي لاتسهم في تمتين العلاقات بين بلدين جارين ينبغي أن تتأسس العلاقة بينهما على الصداقة. من قبلها رفضت كاتبة الإتصال للحزب الشعبي المليلي تصريحات الوزير المغربي"من أساسها"، وأضافت بأن المغرب اختار "لحظة ضعف الحكومة الإسبانية" التي تتخبط في مشاكل الأزمة الإقتصادية ليطلق دعواته "الإلحاقية" لسبتة ومليلية. وقال رئيس فريق الحزب المسيحي الكطلاني في البرلمان الإسباني بأن هذه المطالبات من قبل المغرب "تظهر وتختفي كما يفعل الغواديانا [وادي أنس]"، مؤكدا أن المغرب استغل وضعية الضعف السياسي الذي تعانيه الحكومة، ونصح الأخيرة بأن تضرب صفحا عن مطالب المغرب وأن لاتعيرها اهتماما. من جهة أخرى، طالبت زعيمة حزب الوحدة، التقدم والديموقراطية والنائبة البرلمانية روسا دياث باستدعاء السفير الإسباني بالمغرب للتشاور، ووجهت نقدا شديدا لحكومة ثاباطيرو التي حسبها "تنظر إلى الجنب الآخر وكأن الحديث لغيرها". من جهته ندد الرئيس السبتي خوان خيسوس بيباس بما سماه "النوايا غير المؤسسة" للمغرب، وأكد أن إسبانية المدينتين تلقى "دعما مطلقا من طرف الإسبان". وقال الناطق باسم الحكومة السبتية بأن الجمعية العامة للمدينة ستصادق على تصريح مؤسسي يعكس وحدة الجميع في سبتة اتجاه "قلة الاحترام" التي أبداها المغرب لمبادئ حسن الجوار. وفي ما يمكن وصفه بالموقف الحكومي الرسمي قالت نائبة الرئيس ثاباطيرو ماريا تيريسا فرناندث دي لابيغا بأن "سيادة وإسبانية سبتة ومليلية ليستا محل نقاش بأي شكل من الأشكال". وأضافت بان "هذا الموقف يعرفه المغرب"، الذي تربطه بإسبانيا "علاقات جيدة".