ما حكاية هذه الصورة التي نشرتها من باب التضامن مع تلميذين ناظوريين؟ هكذا بدأ السؤال مع الناشطة ابتسام لشكر، فكان جوابها كالتالي: صورتي كانت منشورة قبل أن تنشر صورة التلميذين وقبل اعتقالهما، إنما أعدت نشرها ووضعت عليها تعليقا تضامنيا مع التلميذين، وقد حرصت على نشر صورتي مع الناشط سفيان فارس تضامنا مع التلميذين، ولست الاستثناء، فللعديد من المغاربة والمغربيات، صور نشروها على الفايسبوك وهي تترجم قبلة زوجين أو شخصين متحابين، لكن لدي الانطباع أننا نهاجم داخل منظومة النفاق التي يعيشها المجتمع المغربي، الفئة الهشة والمستضعفة، وهذا حال التلميذين في الناظور.. أيريدون أن يقنعوننا أن هذا هو المشكل الحقيقي للمغرب؟ مشكلتنا أن نصادر الحق في قبلة، الحق في الحب؟! قبلة، ثمة مشاكل اكبر، واستغرب كيف نغرق في هذا النوع من النفاق الاجتماعي، على اعتبار أن العديد من الشبا، كما أسلفت، ينشرون قبلهم على الفايس كان هذا رأي الناشطة في حركة مالي، لكننا طرحنا السؤال على الطرف الآخر في هذه المعادلة، وهو الناشط في حركة مالي، سفيان فارس، وهذه دواعي نشر صورة قبلته لابتسام لشكر ومبرراتها: قمنا بذلك تضامنا مع التلميذين اللذين اعتقلا من أجل قبلة، ونشرناها لنعبر عن صرخة ازاء وضع هش ومتناقض. هل باتت قبلة ناتجة عن علاقة غرامية أو التقطت في أي سياق نجهله، سببا مقنعا للاعتقال في الشارع؟ إنني أستغرب كيف للشرطة أن تبحث عن تلميذين، انطلاقا من صورة وضعت على الفايسبوك، وأن تعتقلهما، بتهمة قبلة!! أعتقد أنه لا يجب أن نسكت عن هذا. طيب، ألا تخشون أن تحرك في حقكم أي نوع من المتابعة؟ ماذا تقصدين؟ مثلا كأن تتابع والناشطة ابتسام لشكر بتهمة الفساد؟ )يضحك) إذا أرادوا أن يعتقلوا من يضع صور قبله على الفايس بوك، فعددنا كثير، وبالتالي عليهم أن يعتقلوا العشرات.. أعتقد أنهم لم يفعلوا، ولا أتوقع أن يصلوا إلى هذه الدرجة، وإن فعلوا ستكون هذه نكتة السنة. نحن اخترنا أن ننشر صورة قبلة، لنخبر عبرها العالم بماذا وقع وكيف وقع. إنها طريقتنا للتنديد باعتقال تلميذين وللنضال من أجل معركة الحريات الفردية.. قضية اعتقال التلميذين باتت بالنسبة لنا قضية تستحق المتابعة، بعد أن نشرتها الصحافة ولابد أن نتحرك.. إن ما يثير استغرابي هو الجمعيات التي تشتغل على حقوق الإنسان، وعددها كثير، ورغم ذلك لا يتحركون في مثل هذه الملفات.. فنحن لسنا إزاء ملف عادي، وإنه ليس مجرد اعتقال من أجل قبلة، لأنه يتجاوز القبلة إلى مصادرة الحريات الفردية.