يستعد عدد من الطلبة والنشطاء الحقوقيين لتنظيم قوافل تضامنية إلى عدد من القرى المغربية المعزولة بمختلف مناطق المغرب، وذلك لمشاركة سكانها معاناتهم وتحسيسهم بأنهم « ليسوا وحيدين في مواجهة ظروف مناطقهم القاسية ». ودأب طلبة عدد من المدارس العليا والمعاهد والكليات بمختلف المدن على تنظيم هذه القوافل سنويا لقرى يحددونها حسب إمكانياتهم ومقترحات، حيث يعملون على تنسيق جهودهم مع الجمعيات الحقوقية سواء أثناء الإعداد وفي المناطق التي يتجهون إليها، معتمدين على إمكانيات فردية في سعيهم لسد فراغ ناتج عن غياب هذه المناطق من سياسات الدولة التنموية. سد لفراغ الدولة أغلب هذه القوافل تعتمد على إمكانيات الطلبة الخاصة وعلى تبرعات المواطنين والأسر. هذا ما أكده طالب ناشط في هذا المجال، يتابع دراسته بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط. وتنطلق هذه المبادرات بخطوات بسيطة، حيث يقوم هؤلاء الشباب بنشر إعلانات وتأسيس صفحات على موقع فايسبوك وبقية مواقع التواصل الاجتماعي مدة شهور قبل موعد القافلة. ومن خلال هذه الصفحات، يشرحون أهداف القافلة وما تحتاجه والفئات التي يستهدفونها، محاولين ملء فراغ لمشاركة سكان مناطق لم تستطع الدولة بعد أن تخرجها من دائرة النسيان في سياساتها التنموية والاقتصادية، يؤكد نفس المتحدث. وتبرز هذه القوافل الوجه المشرق للمجتمع المغربي، وهو التضامن، حيث يؤكد طلبة من المعهد الوطني للبريد والمواصلات بمدينة العرفان أن مجرد إخبار الناس بمثل هذه المبادرات تجدهم يسرعون للتبرع بمختلف ما يملكون. ويستعد طلبة هذا المعهد تنظيم « قافلة الأمل » ابتداء من يوم الجمعة المقبل إلى قرى بمدينة مريرت حيث يسعون لمشاركة أزيد من 200 عائلة بهذه المنطقة ذات الطقس البارد همومها ومعاناتها. القافلة جمعت مواد غدائية وأغطية وملابس ولعب للأطفال وكتب… حيث سيصحبها الطلبة رفقة جمعية نشيطة في هذا الميدان وسيحلون بالمنطقة ل »صلة الرحم » تقول مشاركة في القافلة. وتضيف: « نحن فرحون لما حققناه ولاستجابة الناس للمبادرة التي ننظمها في كل سنة إلى منطقة معينة. وننتظر أن نصل إلى مريرت بشغف لأننا متأكدون أن الأطفال سيفرحون بنا كما الكبار ». الابتسامة أولا « مبادرة شباب الإبتسامة » بدورها تستعد لتنظيم « قافلة الإعمار » نهاية الأسبوع الجاري، يومي الجمعة والسبت، حيث تستعد للاتجاه إلى دار للطالبة بنواحي تارودانت بشراكة مع جمعية رياض العفو و جمعية أيادي الخير. وقد أكد منظمو القافلة أن الهدف الأساسي من مبادرتهم هو رسم الابتسامة على محيا أطفال وشابات هذه المنطقة، وخاصة تلاميذ دار الطالبة أكادير ملول. وتوجه منظمو القافلة منذ شهور من خلال صفحتهم على الحائط الأزرق بدعوة إلى رواده من أجل التبرع ولو بالقليل « لإيصال الابتسامة لساكنة أكادير ملول، كما ندعوكم لمشاركة الملصق و نشره على صفحاتكم الشخصية. نشكركم على ثقتكم بنا التي عهدناها طيلة أنشطتنا السابقة ». المبادرة نجحت في جمع كميات كبيرة من المواد المختلفة لمساعدة المحتاجين، كما حصلت على تبرعات من أدوية وملابس من مختلف المدن من شأنها أن تلبي ما تحتاجه هذه المؤسسة التي تأوي العشرات من النزلاء الذين يتابعون دراستهم بعيدا عن عائلاتهم »، حسب مصدر من بين المشاركين في تنظيمها. هذه المبادرات، وإن بدت في ظاهرها بسيطة، إلا أنها تترك أثرا طيبا في نفوس سكان هذه المناطق الذين ينتظرون الكثير من الدولة في عدد من المجالات، فيما دورهم على ما يبدوا لم يحن بعد. لذلك ما تزال المعاناة حليفهم والعزلة هي حظهم الوحيد، خاصة في مثل هذا الوقت من كل سنة، حيث قساوة البرد تنضاف إلى لعنة العزلة والتهميش لتزيد من حجم المعاناة أضعافا.