في خطوة إنسانية تطوعية ملموسة، والمندرجة في سياق دعم الفئات المعوزة بالمناطق النائية والجبلية، التي يعاني سكانها من الظروف الصعبة، بادر موظفو الإدارة المركزية للعدل بالرباط إلى الاستجابة المكثفة لنداء البعض من زملائهم، وأبدوا حماسا كبيرا لتقديم يد العون لسكان محرومين من أبسط أساسيات الحياة، فجمعوا كمية كبيرة من الأغطية والألبسة الحديثة لمختلف الأعمار على أساس توزيعها على سكان بعض المناطق المعزولة، والبداية من إقليم ميدلت، حيث تمت مراسلة عامل هذا الإقليم للحصول على الضوء القانوني الذي يسمح بمرور المساعدات إلى المناطق المبرمجة، غير أن أصحاب المراسلة لم يتلقوا أي رد من المسؤول الاقليمي، حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، نتيجة موقفه الذي سبق أن تعامل به مع عدة قوافل تم منعها من الوصول إلى بعض المناطق، وليس آخرها قافلة قادمة من طنجة وأخرى من الدارالبيضاء. وتفعيلا لعملية تنسيق مع «جمعية أطلس تيغزة»، ضواحي مريرت، إقليمخنيفرة، والمكتب الجهوي لودادية موظفي العدل بالإدارة المركزية، تم احتضان «الحافلة التضامنية» التي كانت تقل كمية كبيرة من الألبسة والأغطية والحلوى، وعلى متنها وفد هام من ودادية موظفي العدل، حيث انطلقت الحافلة باتجاه منطقة معزولة على تراب جماعة الحمام، ونظرا لرداءة الطريق والمنعرجات اقترح المنظمون توقيف الحافلة والتوزع بين بعض السيارات التي تم وضعها رهن الإشارة، مع نقل المساعدات والتبرعات على مراحل، لينفذ الجميع الفكرة في جو من التطوع التشاركي والإيمان الإنساني، ويلتقون جماعة في ضيافة «مركزية مدرسية» حيث كان العشرات من التلاميذ يترقبون وصول الضيوف وسط شعور كبير بالبهجة والفرح. بالمركزية المدرسية المقصودة، تم الترحيب بضيوف «الحافلة التضامنية» على طريقة الكرم الأطلسي المعروف، ليتقدم مدير المركزية المدرسية بكلمة خاصة نوه فيها بالضيوف لتحملهم مشاق المسافات الطويلة من أجل زرع الابتسامة على وجوه أطفال أبرياء، والذين وصفهم ب»عماد المستقبل»، دون أن تفوته الإشارة لوضعية المنطقة ومعاناتها مع العزلة والهشاشة وانعدام البنيات التحتية، بالقول إن «هناك منازل لا تتوفر حتى على تلفاز يربطها بما يجري بالعالم الخارجي»، كما توقف في كلمته بالحديث عن «جمعية أطلس تيغزة» التي تبذل مجهودات للحد من ظاهرة الهدر المدرسي، سيما بين أوساط الفتيات القرويات. وفي هذا الصدد لم يفت مسؤول من الجمعية المضيفة التنويه بدوره ب»الحافلة التضامنية» لموظفي العدل، معبرا عن امتنانه لهذه المبادرة الخيرية النبيلة التي تمنى أن تتكرر بين الفينة والأخرى، أما ممثل موظفي العدل فتقدم من جهته بكلمة مؤثرة أكد فيها على أن مبادرة زملائه «ليست حملة إنسانية فحسب، بل هي واجب ديني»، كما شدد على أن العملية ليست جمعوية فقط بل هي جزء من عمل إنساني تضامني»، مادامت هناك «مناطق محتاجة خلف مغرب مخفي وراء الشعاب والجبال»، على حد تعبيره. وكم كان فرح الأطفال كبيرا بحجم الحلم وهم يتسلمون كميات الألبسة والأغطية، لهم ولأفراد أسرهم، حيث كان لهذا العمل الخيري صدى واسع في نفوس الفئات المستفيدة، سواء بالمنطقة المستهدفة أو بقرية تيغزة الشهيرة بمناجمها بجبل عوام، هذه التي انتقل إليها وفد «الحافلة التضامنية»، وتم بها توزيع جزء آخر من المساعدات على نزلاء مركز لإيواء التلاميذ المنحدرين من المناطق النائية، قبل قيام الوفد بتفقد مرافق وأجنحة ومراقد هذا المركز الذي تسهر على تدبيره «جمعية أطلس تبغوة» المحتضنة لمبادرة موظفي وزارة العدل، والتي لم يفتها استعراض ما تقوم به من أنشطة وبرامج ومبادرات، وما تسعى إليه رفقة شركائها والمتدخلين معها في شتى المجالات التضامنية والتربوية والثقافية والاجتماعية والتنموية.