أكدت صحيفة "هافينغتون بوست" الأمريكية، أمس الخميس، أن زيارة الملك محمد السادس إلى مالي، بمناسبة التنصيب الرسمي للرئيس الجديد لهذا البلد إبراهيم بوباكر كيتا، تبرز المكانة الدولية للملك محمد السادس، والريادة الملكية في خدمة القضايا الإفريقية العادلة". بحيث ركز المقال التحليلي على الارادة الملكية في محاربة التطرف الديني والتهديدات الارهابية والحرص على التنمية المستدامة لبلد يحتاج إلى دعم. وأبرزت الصحفية الأمريكية، في تحليلها لأبعاد الزيارة الملكية إلى مالي، أن "هذه الزيارة الملكية تعد استمرارا منطقيا للجهود التي ما فتئت تبذلها المملكة من أجل دعم مالي في جهودها الرامية للنهوض بالمجتمع المدني، وتوسيع فضاءات الحرية والديمقراطية وإرساء الدعائم الأساسية للتنمية المستدامة". وأشارت "هافينغتون بوست" إلى أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، يعد البلد الذي أرسى إستراتيجية للتعاون "الأكثر تكامل " تجاه بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، التي يتقاسم معها الروابط التاريخية والثقافية والدينية والاقتصادية". وأوضحت "هافينغتون بوست" أن منطقة الساحل، وخاصة مالي، تعرف نشاطا للجماعات الإرهابية التي تدين بالولاء لإيديولوجية تنظيم القاعدة، مذكرة بالأنشطة الإرهابية والإجرامية التي قام بها تنظيم القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي، الذي حاول جعل شمال مالي معقلا وقاعدة خلفية لزعزعة استقرار المنطقة بأسرها". وقالت الصحيفة، في هذا الصدد، أن "المملكة وضعت مقاربة شمولية "متفردة" لمحاربة التطرف الديني أثبت جدواها على الصعيد الداخلي وأضحت الآن تشكل نموذجا يحتذى بها على المستوى الإقليمي، مذكرة بأن هذا الأسلوب يؤكد على أن المقاربة الأمنية لمكافحة الإرهاب لوحدها غير كافية وغير فعالة إذا لم يتم دعمها من خلال إستراتيجية للتنمية المستدامة ومكافحة الفقر، مع ضمان النهوض بالتنوع الثقافي والديني والعرقي، كجزء من عملية إصلاح شاملة".