البصري هو الذي ساعد الاتحاديين على تأسيس حزبهم الجديد، الاتحاد الاشتراكي، سنة 1975، ومنذ ذلك الحين، بقيت علاقته بالاتحاديين متينة، يقول عبد الله القادري في مذكراته في يومية "المساء" في عدد الثلاثاء رابع شتنبر ثم يضيف، "أن المرة الثانية التي تخاصم فيها الدليمي والبصري بحضوري كانت قبل موت الدليمي ب15 يوما.. كنا قد أنهينا رحلة صيد في بنسليمان، وأقفلنا عائدين، فقال السي احمد (الدليمي) للبصري: ادريس اركب معي، والتفت إلي: وأنت يا عبد الله اركب معنا أنت أيضا. وما إن انطلقت السيارة "4*4" حتى بدأ الدليمي"يقزب" في البصري قائلا له "انت بياع". وأضاف القادري أن البصري اجتهد في نفي أن يكون قد قدم وشاية به إلى أية جهة مقسما على ذلك، فقاطعه الدليمي قائلا:" خلاص انت مكتعرف غير توصل .. معندكش شي معرفة في حياتك من غير توصل". يقول عبد الله القادري أنه في هذه اللحظة نزل من السيارة، قبل أن يضيف:"للأسف، كانت تلك آخر مرة أقابل فيها الدليمي، وقد ندمت على نزولي من سيارته، فعلى الأقل كان سيكون بإمكاني أن أعرف بالتحديد الأسباب التي قادته إلى الموت بعد 15 يوما". كيف؟ تتساءل نفس اليومية، فيرد القادري :"لقد كانت تلك الخصومة هي العلبة السوداء لوفاة الدليمي، فقد تم إبلاغ الملك بأشياء ضده ... (يصمت)". تعني أن إدريس البصري متورط في وفاة الدليمي؟ تسأل مرة أخرى "المساء" فيرد القادري بعد تردد:"نعم". فهل قتل الدليمي لأسباب سياسية أم أخلاقية؟ والسؤال دائما لنفس اليومية، وهذا رد القادري:"الدليمي قتل لأسباب أخلاقية لا يعرفها أحد.. الدليمي أخبر الملك بوقوع أشياء داخل القصر، و"الملك ما ارضاش".... بمعنى أن القول بأن الدليمي كان يخطط لانقلاب هو أمر مردود عليه؟ تسأل "المساء" فيرد القادري:"طبعا، هو أمر مردود عليه، إذ لم يكن هناك من هو أكثر ملكية ووطنية من الدليمي...