التسابق على مغازلة البورجوازية المغربية تكاد تندلع بين حزب الأصالة والمعاصرة وبين حزب العدالة والتنمية. هذا ما أكدته مصادر حزبية ل"فبراير.كوم" بنكيران مقتنع أكثر من أي وقت مضى بعد مرور مائة يوم على ميلاد الحكومة، أن هامش المبادرة والتحرك لامتصاص الغضب الشعبي وللخروج من الأزمة الإقتصادية لن يتأتى دون دعم البورجوازية المغربية.
ففي الوقت الذي يتحرك بسرعة بوليف والرباح وبعض الوزراء من حزب المصباح للتقرب من البورجوازية، يكون البكوري قد خطى خطوات نحو استمالة الكثير من الوجوه البارزة في عالم المال والأعمال.
وحسب العارفين بخبايا ما يروج في كواليس حزب التراكتور، فإن البكوري ينوي تقوية شبكة العلاقات الداعمة للحزب، على غرار تجربة "موازين" التي لجأت الى القطاع الخاص لدعم المهرجان بعيدا عن صناديق الدولة، وهذا معناه أن البكوري يعتزم التشبيك بعيدا عن مؤسسات الدولة وهيئاتها المنتخبة.
طبعا، بين خطوة الحزب الذي يقود الحكومة وبين حزب الجرار، الفرق شاسع، فتعبئة المال للاستثمارات الكبرى لتنمية البلاد أبعد ما تكون عن دعم حزب سياسي، لكن، ما حدث في الأسبوعين الأخيرين، أن حشد ألمع الأسماء في عالم "البزنس" اصطدم بين عشاءات ولقاءات دعا إليها رئيس الحكومة وأخرى كان وراءها زعيم حزب التراكتور.
وبين اللقاءات ساد التنافس على استقطاب البورجوازيين، فهل يلعب الرجل القوي في خارطة صناعة القرار الاستراتيجي في مجال المال والأعمال دور "البلوكاج" أو زور الميسر للقاءات وزراء حزب المصباح لتكوين لحمة أساسية لجلب الاستثمارات ومن ثم تشبيكها مع البورجوازية المغربية؟. هذا ما ستظهر بوادره في عشاءات وولائم يفترض أن تجمع في الأيام القليلة المقبلة بين رجال الأعمال وبين كل من زعيم حزب الجرار ورئيس الحكومة.