صوت منهك وكلمات متقطعة تحاول عبرها الأستاذة المتدربة لمياء زكيتي، أن تلملم جراحها وهي تروي لنا جزءا من خميس أسود، تحولت فيه صورتها والدماء تغطي ملامح وجهها في حي انزكان هي القادمة من القصر الكبير، إلى مثال صارخ للعنف غير مبرر، الذي عاشه الأساتذة المتدربون في العديد من المدن. قالت ل »فبراير.كوم »: » لدي كسور في الكتف والقفص الصدري.. وخلاص وجهي تشوه.. جرح في أعلى العين وآخر أسفلها وغرز هنا وهناك، والكدمات حدث ولا حرج »! نسألها عن التدخل الأمني، وحرج علامة الاستفهام يطاردنا أمام شابة مريضة، كل همها درجة الحرارة المرتفعة وألم الكسور، لكنها قبلت أن ترد بجملة دالة: « ماذا عساني أقول لكم، لعلكم شاهدتم الفيديوهات ! التدخل القمعي والتدافع.. فجأة فقدت الوعي، وكل ما أذكره أن قوات القمع استمرت في ضربنا رغم أنها لاحظت أننا سقطنا أرضا »! يتيمة الأم، وابنة أب متقاعد، درست في كلية عبد المالك السعدي في تطوان، شعبة السياحة والتواصل، وانتقلت فيما بعد لتجربة التعليم الابتدائي لتربي أجيال، وهي الخطوة التي كلفتها اليوم تكسير عظامها وتشويه وجهها! هذه هي لمياء زكيتي.. لقد تحولت صورتها إلى رمز وعلامة دالة للعنف والهراوة التي نزلت على أجساد الأساتذة ! قبل أن أواصل طرح أسئلة « فبراير.كوم »، فهمت منها أن المستشفى يطالبها بالمغادرة! عليها أن تحمل عظامها المكسورة، وأن تبحث عن مستشفى يتابع حالتها الصحية ولمحاولة طمس معالم التشوهات التي تركها « الخميس الأسود » على وجهها !