الممتبع لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، أمس خلال كلمته ضمن المؤتمر الوطني التاسع لشبيبة العدالة والتنمية، لا بد وأن ينتبه إلى أن الرجل كان متأثرا وهو أمام شباب "متحمسين" كما سماهم، يسمعون من "المشوشين والقنوات المستفزة" أخبارا متضاربة عن حزبهم، وبالتالي ولمسؤوليته تجاههم لوح من كل حدب وصوب برسائل لهم ولكل "من يهمهم الأمر"، حول " الاحتمالات" التي يفكر بها الحزب. فبنكيران الذي تحدث عن إصلاح صندوق المقاصة وعن الضرائب وتضامنه مع المعطلين، وكذا عن ملف التعليم الذي انتقد الملك محمد السادس تدبيره في خطاب عيد الشباب، وجه رسائله بإسهاب "للمسؤولين الذين يريدون استمرارية الفساد متناسين أن الحكومة جاءت للإصلاح"، أولائك الذين جعلوا بنكيران في لحظة من اللحظات ينزع سترته بحماسة ويستمر في عرض "وضعية حزبه المرحلية" أمام شباب البيجيدي.
ولم يفت الزعيم الإسلامي أن يلوح أكثر من مرة بخيار اللجوء إلى انتخابات سابقة لأوانها، لاستعداد حزبه لكل الاحتمالات حسب قوله، وهو الاستعداد الذي قد يجعله في أي لحظة من اللحظات كما تابع يتجه إلى الملك "الذي له واسع النظر" مسلما إياه مفاتيح حكومته ليتجه إلى صناديق الاقتراع، ما يستدل منه على أن مشاورات الرجل مع الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار صلاح الدين مزوار تمضي ببطئ وبعسر ربما، وإن ترك الجزم بشأنها غيبيا لدى قوله "إذا تيسر الأمر سنشكل الحكومة، وإذا لم يكتب ذلك نحن مستعدون لكل الاحتمالات".
مع ذلك، حاول بنكيران أن يوصل رسالة أخيرة إلى شبيبته بخصوص المشاورات مع الأحرار مفادها، أن لا مشاكل تعترض "العلاقة معهم" بالرغم من أن الأمين العام (مزوار) "ما خلا ما قال فينا" حسب تعبيره، مضيفا أن القطيعة ليست حتمية حتى مع ظهور خلافات، فحكومته مستمرة بالمحاولة للخروج بنسخة ثانية منها.
ويبدو هذا العزم على البقاء أقوى، فبنكيران وإن لوح بخيار انتخابات سابقة لأوانها، رسالته بداية "للمشوشين والمفسدين""، "أعجبكم ذلك أم لم يعجبكم سأبقى" واضحة وتقود إلى الاستدلال على أن الحزب الإسلامي، غير مستعد للتخلي عن مكتسب "الوصول إلى الحكم" الذي حققه عبر صناديق الاقتراع.