أسيدون يؤكد إنها فضيحة وطعنة لإخواننا الفلسطينيين في الظهر، والحكومة تنفي علمها بالأمر، أما الشركة المغربية المستضيفة فتقول إن الأمر يتعلق بشركة بلجيكية! هي خطوة تطبيعية جديدة بين المغرب وإسرائيل، ذات طبيعة تجارية هذه المرة، يحتضنها أحد أفخم فنادق العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء يوم الاثنين المقبل. وتأتي الخطوة في سياق مبادرات تطبيعية متزامنة، تتمثل في إعلان جريدة إسرائيلية قيام أربعة مسؤولين مغاربة بزيارة لإسرائيل الأسبوع الماضي، وإعلان الحقوقي المغربي اليهودي الديانة، سيون أسيدون، أن وفدا مغربيا من المزارعين المغاربة سيقوم بزيارة إلى فلسطينالمحتلة للمشاركة في معرض فلاحي إسرائيلي، وذلك في شهر ماي القادم. وعلّق أسيدون على ذلك بالقول إنه "فضيحة كبيرة، بل هي طعنات في ظهر إخواننا الفلسطينيين الذين هم في أمسّ الحاجة في هذا الوقت الدقيق إلى المساندة والقيام باللازم لمقاطعة الكيان الصهيوني".
شركة مغربية متخصصة في ال"غرافيك" وكل ما يتعلّق بالطباعة؛ تنظم بعد زوال الإثنين المقبل لقاء خاصا بشركة إسرائيلية رائدة عالميا في مجال صناعة آلات الطباعة، من أجل عقد لقاءات مع الفاعلين التجاريين والاقتصاديين المتخصصين في تسويق هذه المنتوجات، وتعريفهم بمستجداتها وحثهم على تسويق بضاعتها المتطورة. "أخبار اليوم" التي تقصت النبأ ونبشت في ما وراءه اتصلت بأكثر من طرف وإليكم بعضا مما ورد في تقريرها: ففي الصفحة الإلكترونية التي خصصتها الشركة المغربية لهذا الحدث، وتدعو من خلالها المهتمين إلى تسجيل أنفسهم لحضوره، يوجد ضمن المسؤولين الأربعة الممثلين للشركة الإسرائيلية HP – Indigo ، نائب رئيسها ومديرها العام "ألون بارشاني"، الإسرائيلي المتولي زمام المقر المركزي للشركة في "رحوفوت"، قرب عاصمة الكيان الإسرائيلي تل أبيب. وقد نفت الشركة المغربية المنظمة للقاء، أن يتعلق الأمر بشركة إسرائيلية، موضحة في رد مقتضب أنها تتعامل مع "شركة بلجيكية وأخرى إسبانية".
وفيما تعذّر على "أخبار اليوم" الحديث إلى وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، عبد القادر عمارة، وتلقيها رد صوت نسائي عبر هاتفه المحمول، يُخبر بانشغال الوزير في اجتماع؛ قال مصدر مسؤول بالوزارة نفسها إن هذه الأخيرة غير مسؤولة عن مثل هذه التظاهرات وليست لها سلطة ترخيصها أو منعها. وأوضح المصدر نفسه أن "الوزارة لم تنظم هذا اللقاء ولم تدعو إليه أي أحد، وبما أنه منظم من طرف مقاولة مغربية فإن الوزارة لا تتدخل في شراكات المقاولات المغربية وعلاقاتها وما تستورده من منتوجات". واعتبر المصدر المسؤول أن أي منتوج قادم مباشرة من إسرائيل لن يتمكن من دخول السوق المغربية، "أما إذا كانت لهم طرق أخرى لاستيراد منتوج مصنع في دولة أخرى مثلا فلا سلطة لنا لمنعه من دخول السوق المغربية".
مصدر مطلع على كواليس هذا اللقاء، قال ل"أخبار اليوم" إن منتوجات الشركة الإسرائيلية تحمل طابع "صُنع في إسرائيل"، وإن أول اختراق حققته الشركة الإسرائيلية للأسواق العربية تم من خلال بيع إحدى طابعاتها للمكتب الوطني للمطارات في عهد مديره العام السابق. "والخطير في سياسة هذه الشركة، أنها توجه سياستها التسويقية نحو الصفقات العمومية لتزويد الوزارات والإدارات العمومية بطابعاتها المتطورة، وتلجأ في ذلك إلى أساليب مختلفة للحصول على تلك الصفقات، علما أن الإدارات العمومية لا تحتاج إلى التقنية العالية التي تتميز بها HP – Indigo". الشركة الإسرائيلية التي يحل مديرها بالمغرب الأسبوع المقبل، يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1977، على يد "بيني لاندا"، الإسرائيلي المنحدر من أبوين لجئا إلى بولونيا خلال الحرب العالمية الثانية، وتخصص في التصوير والطباعة منذ طفولته، من خلال اشتغاله في الاستوديو الخاص لوالده. ثم تابع دراساته العليا في لندن قبل أن يتوجه إلى إسرائيل ويؤسس شركة "إنديغو". هذه الأخيرة وبعد النجاح الذي حققته على مدى سنوات، استقطبت اهتمام شركة « HP » العالمية الشهيرة عام 2000، والتي استثمرت فيها 100 مليون دولار ليصبح اسمها HP – Indigo. ويُعتبر الإسرائيلي المدعو في المغرب "ألون بارشاني"، العقل المدبر للشركة في العقدين الماضيين، والرجل الذي تولى التخطيط لشراكتها مع HP ويسعى إلى تحقيق أوسع انتشار لها عالميا، مسلحا بشهاداته الجامعية التي حصل عليها من الجامعة العبرية في القدسالمحتلة.