لشعب يريد معرفة أين اختفى بنكيران وحكومته .. هذا هو شعار المرحلة بعد مرور غيمة الغضب التي خلفها قرار العفو عن السجناء الإسبان، وبعد استجابة الملك لمطالب الشعب وأمره بفتح تحقيق، وإلغائه العفو عن « البيدوفيل »، وطلبه من وزير العدل اتخاذ الاجراءت اللازمة لاسترجاع المجرم. يمكن أن يكون رئيس الحكومة معتكفاً في هذه العشر الأواخر من رمضان ولا تهمه كرامة أطفال المغاربة، وربما اختفى لأنه « معندوش لوجه باش يشوف فالمغاربة »، أو ربما السيد بنكيران يراقب أثمان « البنان » لتبقى في المتناول. لكن ما أنا متأكد منه هو أن السيد بنكيران سيأتي للبرلمان في جلسة المساءلة الشهرية ليقول من جديد بأنه يخدم الشعب، وأن الشعب يثق فيه ويريده. أو ربما السيد بنكيران لم يتحرك لأنه قال سابقا بأن الملك هو رئيس الحكومة، لكن في هذه الحالة من يكون السيد عبد الإله بنكيران ؟ ربما يقصد أنه هو رئيس حكومة الإخوان والملك هو رئيس حكومة المغرب والمغاربة، أو كان يقصد بأن الملك هو من يسير البلاد فعلياً. وفي هذه الحالة لماذا لم يستقل السيد بنكيران ؟ ولماذا يتشبث بكرسي السلطة؟ المهم، نريد الآن أن نعرف أين اختفى السيد رئيس الحكومة ووزرائه في الثلاث الأيام الأخيرة ؟ وبماذا سيبرر هذا الغياب عن الساحة في لحظة دقيقة، الله وحده كان يعلم عواقبها ؟ وما هو الدور الذي تقوم به هده الحكومة إذا كانت ستتخلى عن الشعب في الأزمات ؟ بل أكثر من ذلك، الحكومة التي يرأسها بنكيران « سلخات » الشعب في الشارع ولم يتحرك من بين أعضائها أحد ليقول « اللهم إن هذا منكر ». أ لهذه الدرجة حكومتنا بعيدة عن الواقع المغربي ؟ أ لهذه الدرجة وزراؤنا غير معنيين بمشاكل المغاربة ؟ أريد حقيقةً أن أعرف السبب الذي يجعل بسيمة الحقاوي تتقاضى 70.000 درهم نهاية كل شهر، وهي التي لم تحرك ساكناً مع أنها وزيرة الأسرة والتضامن. إيوا تضامن هذا و أشمن تضامن !!! أريد أن أعرف أين اختفى محمد أوزين وزير الشباب الذي رأى الشباب تنهال عليهم « الزراوط » أمام البرلمان، ولم يحرك ساكناً. دافعنا على الشباب بكري !! وأريد أن أعرف كذلك ماهو دور السيد الرميد، وزير العدل، الذي خرج يصفق ويثني على قرار الملك بإلغاء العفو، بعد أن كان قد رمى المسؤولية كاملة في البداية على الديوان الملكي. أشنو الدور ديالك نتا أسي وزير الملكية البرلمانية سابقا واستقلالية القضاء مع وقف التنفيذ؟ وباقي الوزراء أين اختفوا ؟ السي بنعبد الله التقدمي الحداثي ورفاقه، والسادة العنصر وحداد والدويري والبركة والضريس والوردي والصبيحي وقيوح والعثماني والعمراني والخلفي والأزمي والرباح والضحاك والداودي وبوليف وعمارة والوفا. هذا كل ما استطعت أن أتذكره من أسماء، وأنا متأكد أن الكثير من المغاربة لا يعرفون نصف هذه الأسماء لأنهم أصلا لم يكونوا يوماً موجودين في الحياة اليومية للمغاربة، ولم يتألموا يوماً لآلامهم، ولا نراهم إلى في المأدبات والإستقبالات. إلى متى سننتظر رد فعل من هذه الحكومة التي سلَطها علينا ربنا بأصوات شعبنا ؟ نعم، أصوات الشعب الذي صدق وعود بنكيران وأصحابه والتمسوا فيهم خيراً. لكن النتيجة معروفة : وزراء ازداد وزنهم وتحسن هندامهم وتغيرت سياراتهم واختفت لحيهم، وشعب كان فقيراً وازداد فقراً. أظن أن الوقت قد حان ليصحح المغاربة ما اقترفته أياديهم. للحديث بقية