خصصت جريدة "لوموند" الفرنسية افتتاحية عددها ليومه الاثنين، لقضية العفو الملكي على الاسباني "دانييل كالفان فينا"، والقرار الملكي بسحب العفو، بعد اندلاع احتجاجات في العديد من المدن المغربية ضد هذا القرار . وقالت "لوموند" في افتتاحيتها، أن "الملك محمد السادس تلزمه الكثير من المهارة للخروج من المأزق الذي ووضعه فيه هذا العفو، مشيرة إلى أن العفو الملكي على المسمى "دانييل"، قد شكل القنبلة، التي أججت غضب الشارع المغربي، وحدت بالملك محمد السادس إلى سحب العفو على السجين الاسباني ، في بلد مازال فيه اغتصاب الأطفال من قبل الأجانب، يعرف انتشارا كبيرا . ووصفت لوموند" الخطوة التي أقدم عليها الملك محمد السادس، بمنح العفو للاسباني "دانييل"، بالخطوة "القاسية"، بالنسبة لعاهل، اعتلى مقاليد السلطة منذ سنة 1999، وزرع صورته لدى الشعب المغربي، كملك للفقراء وحامي الملة. واعتبرت "لوموند" التراجع عن هذا القرار، ورد الشارع المغربي "استثنائيا" وغير مسبوق في المغرب، بعد المظاهرات التي شهدتها العديد من المدن المغربية، والتي جمعت كل الطبقات الاجتماعية، وهي المظاهرات التي قوبلت بقسوة من قبل الشرطة، لدرجة سفك الدماء. وأوضحت الجريدة الفرنسية أن الملك محمد السادس مازال يحتفظ بالعديد من السلط الدينية والسياسية والأمنية والقضائية، بالرغم من التعديل الدستوري الأخير، مؤكدة أن الحكومة تعاملت بشكل حذر مع قضية العفو الملكي، وتركت بالتالي الملك لوحده في مواجهة غضب الرأي العام المغربي. وعادت "لوموند" إلى حراك الشارع المغربي في سنة 2011، وخروج حركة شباب 20 فبراير ، وحركة العدل والإحسان للشارع، حيث اعتبرت أن الملك قد لعب آنذاك بمهارة، وتمكن من منع بلاده من الدخول في موجة "الربيع العربي"، من خلال الإعلان عن الإصلاح الدستوري وإجراء انتخابات مبكرة"