اعتبر المحلل والباحث السياسي محمد ضريف، في تصريح ل"شبكة أندلس الإخبارية" أن المغاربة لا يحتجون على المؤسسة الملكية و إنما يحتجون ضد قرار يعتبرونه أنه كان من الأفضل ألا يتخذ، بعد خروج مظاهرات لتنديد بالعفو الملكي على الإسباني دانييل فينو غالفان الذي اغتصب 11 طفلا مغربيا وحكم عليه بالسجن 30 سنة بالقنيطرة قبل 18 شهرا فقط. وأضاف المحلل السياسي أنه يجب استحضار أن قرار العفو هو قرار اتخذ في إطار الدستور لأن الدستور المغربي يمنح الملك حق العفو و ممارسة حق العفو و بالتالي "نحن نعرف بأن هذا العفو الذي يصدره الملك يستفيد منه أشخاص أدينوا ابتدائيا و استئنافيا أمام القضاء إذا من حيث شرعية القرار فالقرار قرار دستوري والاحتجاج يأتي في ظرفية الكل يندد فيها بما يسمى جرائم الاغتصاب وخاصة عندما يتعلق الأمر باغتصاب الأطفال". وأكد محمد ضريف أن احتجاج المغاربة ضد العفو الملكي، يعكس نوعا من التحول الذي عرفه الشارع المغربي هذا الاحتجاج حسبه يجسد ديناميكية المجتمع المدني لأن هذه مسألة ينبغي أن نستحضرها و هو احتجاج ربما يرتبط بالوضع الدستوري للمؤسسة الملكية، مضيفا أنه يجب استحضار بأن الفصل 23 من الدساتير السابقة من دستور 62 الدستور 96 كان يعتبر شخص الملك مقدس في حين أن الدستور الجديد دستور فاتح يوليوز 2011 في فصله 46 أزال هذه القدسية على شخص الملك. وأبرز ضريف، أن قرار الملك محمد السادس بالعفو عن الاسباني مرتبط باعتبارين أساسيين، الأول له ارتباط بالقانون نفسه بحيث هناك من كان يعتقد طبعا و هذا ليس رأي بأن العقوبة الصادرة في حق هذا الإسباني مبالغا فيها و باعتبار أن القضاء أو الهيئة القضائية خضعت لنوع من الضغط من قبل الشارع الكل يتذكر أثناء المحاكمة بأن جمعيات عديدة تعبئة و تظاهرت في مختلف المدن و بالتالي كانت الهيئة القضائية الا حد ما حاولت أن (تجتهد) لتشديد العقوبة هناك هدا الجانب ، و الاعتبار الثاني حسب ضريف، هو الاعتبار السياسي لأن هذا العفو يأتي في إطار إلتماس خوان كارلوس من الملك تمتيع بعض الإسبانين بالعفو و في هذه الحالة على المستوى السياسي ينبغي أن نستحضر سياسة الربح و الخسارة في هذا الإطار المغرب الذي يراهن على علاقته مع الجارة الاسبانية لأنها في جميع الأحوال معنية بكثير من الملفات بما في ذلك قضية الأقاليم الجنوبية كذلك هناك تحول في مواقف الحكومة اليمينية في إسبانيا ، تحول إيجابي اتجاه علاقاتها بالمغرب فأكيد أن الحسابات السياسية حاضرة و لاينبغي أن نتعامل مع القرار بمنظور ضيق جدا . وأضاف، أنه من الصعب الحديث عن مأزق بل هناك ردود فعل صادرة و ردود الفعل المعبر عنها في المواقع الإجتماعية (او في العالم الافتراضي) و بالتالي يقول ضريف "نحن لسنا أمام تظاهرات بالملايين تخرج إلى الشارع، مضيفا أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها المغاربة في احتجاج بل كانوا يمارسون الاحتجاج سنة 2011 و رفضوا ما ورد في خطاب 9 مارس في تلك السنة و اعتبروا بأن الخطاب غير كاف للاستجابة لمطالب الشارع. هذا و قد أثار قرار العفو الملكي الذي استفاد منه مواطن إسباني يدعى دانييل كافين الذي اغتصب 11 طفلا، ضجة كبيرة في أوساط الشارع المغربي بعد أن كانت شبكة أندلس الإخبارية قد انفردت بنشر خبر وجود اسم دانييل ضمن لائحة الأجانب المشمولين بالعفو الملكي بمناسبة عيد العرش