قدم قناص تارجيست منير أكزناي استقالته بشكل رسمي من حزب العدالة والتنمية بالحسيمة، الذي خاض رفقته الانتخابات الجماعية لسنة 2009، والتشريعية لسنة 2011،. وهذه هي الرسالة التي وجهها إلى الكاتب الاقليمي لحزب العدالة والتنمية بالحسيمة والتي يشرح فيها اسباب اقدامه على هذه الخطوة، ويلمح إلى حزب التجمع الوطني للأحرار دون ذكر اسمه: بسم الله الرحمن الرحيم إلى السيد: الكاتب الإقليمي لحزب العدالة و التنمية بالحسيمة الموضوع: بيان الاستقالة من الحزب.
وبعد, علاقة بالموضوع المشار إليه أعلاه ، وطبقا للمادة 87 من القانون الأساسي للحزب يؤسفني أن أتقدم لسيادتكم بطلب الاستقالة من حزبكم الموقر كعضو عامل به ; بعد أن سرني أن أخوض تحت مظلة الحزب كل من الانتخابات الجماعية سنة 2009 ،و الانتخابات التشريعية سنة 2011. و كنت سعيدا بالعمل معكم و خدمة مشروع الحزب و تحقيق أهدافه و خوض معاركه في نضال أعتبره أشرف نضال سياسي .
كما كان لنا شرف الانخراط في صفوف الحزب حينما كان في صف المعارضة، و كان الانتماء لهذا الحزب ذو المرجعية الإسلامية شبهة وتهمة تستنفر رجال السلطة و المخابرات. أما اليوم فأنا أغادره وقد من الله عليه و مكنه الربيع العربي والحراك الشعبي من إدارة شؤون البلاد و من احتلال المرتبة الأولى ،وصار مناضلوه وقياديوه وزراء بعدما كان البعض منهم مضيق عليهم و البعض الآخر مطاردين بتهم ملفقة .
لقد كنت طيلة عملي السياسي في الحزب أشعر بانسجام تام مع أفكاره وأطروحاته المتبناة مركزيا، بالرغم من خلافي الشديد مع بعض الأفكار ومؤاخذتي على البعض الأخر منها .لكن لم أكن أعتبر ذلك إلا ظاهرة صحية لأنه من الطبيعي أن يجمع الحزب فئات متعددة ذات مشارب مختلفة تتفق في الأهداف العامة وتختلف في الجزئيات.
لكن نهاية السنة الجارية و نظرا للمتغيرات التي عرفتها الساحة السياسية الوطنية والمحلية جعلتني أعيد التفكير في العمل السياسي بقواعده الحالية ،كما غيرت نظرتي للعمل السياسي الخلاق بل و شكلت فيصلا في علاقتي مع الحزب ومشروعه نتيجة لطفو أفكار على السطح تتنافي مع قناعاتي الجوهرية.
لذالك فإني أعتبر الاستمرار في العمل من داخل هذا الحزب نوعا من الانتحار الأخلاقي على عتبات العمل السياسي، وخيانة لنفسي و مدينتي بعد أن قرر حزب العدالة و التنمية التحالف مع المفسدين لإسقاط الفساد!!!.
كما أنه و بعد مراجعة شاملة يؤسفني أن أطلعكم بأن السياسة بمفهومها المغربي المائع وبقواعدها الحالية لم تعد من أولوياتي وصلب اهتماماتي كما كانت من قبل، بل أصبحت اليوم تتذيل ترتيب لائحة أولوياتي . وقد حان الوقت لأن أستعد للتركيز واستئناف دراستي التي أهملتها بسبب العمل السياسي و الجمعوي وإعطاء وقت أكثر لنفسي و عائلتي وبناء الذات.
وفي الختام لا يسعني سوى أن أتقدم إلى سيادتكم بجزيل الشكر والتقدير على ما لقيته من دعم متواصل وحسن معاملة منكم شخصيا , ومن إخواني الأفاضل بالمكتب الإقليمي.