أعلن الناشط الجمعوي والسياسي منير أكزناي، الذي اشتهر بلقب "قناص تاركيست"، استقالته من حزب العدالة والتنمية، واصفا الاستمرار في العمل من داخل حزب "المصباح" نوعا من "الانتحار الأخلاقي"، وذلك في بيان وافى به أمس الخميس الكتابة الإقليمية للحزب بالحسيمة. واعتبر قناص تاركيست، في بيان استقالته اطلعت عليها هسبريس، بأن استمراره داخل حزب الPJD يعد "خيانة لنفسه ومدينته بعد أن قرر الحزب التحالف مع المفسدين لإسقاط الفساد"، وذلك في إشارة إلى التحالفات التي يسعى عبد الإله بنكيران إلى إبرامها مع حزب التجمع الوطني للأحرار وغيره، من أجل ترميم أغلبيته الحكومية بعد انفراط عقدها باستقالة وزراء حزب الاستقلال. وأردف أكزناي، الذي كشف عن وجهه أول مرة عبر مجلة هسبريس، بأن "المتغيرات التي عرفتها الساحة السياسية الوطنية والمحلية، جعلته يعيد التفكير في العمل السياسي بقواعده الحالية"، مشيرا إلى أنه "غيّر نظرته للعمل السياسي الخلاق نتيجة لطفو أفكار على السطح تتنافى مع قناعاته الجوهرية" يقول الناشط الشاب. وعاد قناص تاركيست، الذي أقام الدنيا ولم يُقعِدها قبل سنوات قليلة ببثه أشرطة تُظهر تَناوُل رجال درك لرشاوى في الطريق العام، إلى التذكير بانخراطه في صفوف العدالة والتنمية حينما كان في صف المعارضة، وكان الانتماء لهذا الحزب ذو المرجعية الإسلامية شبهة وتهمة تستنفر رجال السلطة والمخابرات". أما اليوم، يُكمل أكزناي، فأنا أغادره وقد منّ الله على الحزب، ومكنه الربيع العربي والحراك الشعبي من إدارة شؤون البلاد، ومن احتلال المرتبة الأولى، وصار مناضلوه وقياديوه وزراء بعدما كان البعض منهم مضيّقا عليهم، والبعض الآخر مطاردين بتهم ملفقة"، وفق تعبير مُدبج بيان الاستقالة. واسترسل أكزناي، الذي ترشح ضمن لوائح حزب "المصباح" خلال الانتخابات الجماعية لسنة 2009، والتشريعية لعام 2011، بأن السياسة بمفهومها المغربي المائع وبقواعدها الحالية لم تعد من أولوياته وصلب اهتماماته كما كانت من قبل"، لافتا إلى أنه "حان الوقت لاستئناف دراستي التي أهملتها بسبب العمل السياسي والجمعوي، وإعطاء وقت أكثر لنفسي وعائلتي وبناء الذات" بحسب تعبير قناص تاركيست. جدير بالذكر أنّ حزب العدالة والتنمية، من خلال منظمته الشبابية وكذا كتابته الإقليمية بالحسيمة، سبق له أن فاخَر بانتماء "قناص تاركيست" إلى صفوفه، بمجرد أن أعلن منير اكزناي عن وقوفه وراء عمليات فضح فساد عناصر دركيَّة ببلدته قبل سنوات خلت..