قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن إسرائيل ستفتقد «مصر محمد مرسي»، رغم أنه لم يكن صهيونيًا ولم يذكر كلمة إسرائيل في خطاباته، وأرجعت الصحيفة ذلك إلى أربعة أسباب تدور حول الحفاظ على اتفاقية كامب ديفيد، والعلاقات الأمنية بين البلدين، ووقوفه ضد تهريب السلاح إلى غزة، إلى جانب أن نظام الإخوان المسلمين يشكل قلب المعسكر المعادي للنظام الإيراني، الذي تعتبره إسرائيل عدوها اللدود. وذكرت الصحيفة أن السبب الأول الذي ستفتقد إسرائيل من أجله نظام مرسي هو حفاظ هذا النظام على اتفاقية كامب ديفيد، وقالت: «تحت قيادة مرسي حافظ الإخوان المسلمين على اتفاقية كامب ديفيد. رغم أن قيادات من الجماعة تحدثت عن تعديلها إلا أن الممارسة العملية لم تشهد ذلك، تمامًا كما فعل نظام مبارك من قبل».
وأضافت الصحيفة أن «قيادات جماعة الإخوان المسلمين والمسؤولين في الحكومة لم يلتقوا نظراءهم الإسرائيليين، إلا أن الأكثر أهمية لإسرائيل هو بقاء الاتصالات مستقرة، وبحسب مصادر إسرائيلية فقد شهدت هذه الاتصالات تطورًا في السنة الأخيرة، بعدما شهدت تدهورًا خلال فترة العام ونصف العام بعد سقوط مبارك. فترة حكم مرسي كانت المرة الأولى التي يوجد فيها حزب جماهيري مصري كبير في السلطة يضغط في سبيل دعم اتفاقية السلام مع إسرائيل، ويبرر بقاءها للشعب».
وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن السبب الثاني يكمن في أن التقارب بين الإخوان المسلمين وحماس ساعد في كبح جماح الأخيرة بشكل لم يكن موجودًا في عهد مبارك.
أما السبب الثالث، الذي ستفتقد إسرائيل من أجله نظام محمد مرسي، كما تقول «يديعوت أحرونوت» فيكمن في عمل الجيش المصري في سيناء ضد الأنفاق، وقالت: «في عهد مبارك، لم يعمل الجيش المصري بشكل منتظم وحازم ضد أنفاق التهريب من سيناء لقطاع غزة، في محاولة لعمل توازن إقليمي أمام إسرائيل والفلسطينيين، وأيضًا في محاولة لإرضاء القبائل البدوية في سيناء، التي تولت إدارة عمليات التهريب».
وأضافت الصحيفة: «على الرغم من الفوضى، التي حدثت في سيناء بعد سقوط مبارك، إلا أن العام الأخير، تحت قيادة مرسي، قام الجيش بعمليات ضد نشطاء القاعدة، الذين سيطروا على مناطق واسعة في شبه الجزيرة، وأدى تقارب الإخوان مع حماس إلى قيام حكومة مرسي بدور حازم في القتال ضد المتطرفين الإسلاميين في سيناءوغزة، والعمل ضد تهريب السلاح».
وأشارت الصحيفة إلى أن السبب الرابع الذي ستفتقد تل أبيب سلطة محمد مرسي من أجله هو أن نظامه يمثل قلب المعسكر المعادي لإيران، وقالت الصحيفة: «على الرغم من التخوفات المسبقة من أن يطرأ تقارب بين مصر وإيران في أعقاب صعود الإخوان المسلمين للسلطة، زادت الفجوات تحت قيادة مرسي بين مصر السنية وإيران الشيعية وكل فرص التعاون بين القوتين الإقليميتين لم تعد قائمة. مصر مرسي في قلب المعسكر المعادي لإيران. وتقويض النظام في مصر والدخول في حالة فوضى ستلفت انتباه الغرب عن الحرب الأهلية في سوريا، وستساعد إيران في الاستمرار في تأمين نظام الأسد».