قال وزير الخارجية الاسباني الأسبق، ميغيل أنخيل موراتينوس إن المجموعة الدولية ككل أخلفت موعدا حاسما في مواكبة تحولات الربيع العربي لإنجاح مسارات انتقال عسيرة. واعتبر موراتينوس، الضيف المعتاد لموسم أصيلة الثقافي الدولي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المجموعة الدولية فضلت النظر بعيدا في مواجهة الربيع العربي ولم تواكب لا سياسيا ولا اقتصاديا هذه التحولات التي شهدتها بلدان تحتاج الى دعم فعلي لانجاح مسار صعب. وبلهجة ناقدة، أضاف رئيس الدبلوماسية الاسبانية في عهد الاشتراكي خوسي لوي رودريغيث ثاباتيرو، أنه باستثناء مجهودات معزولة هنا وهناك، غابت الارادة السياسية وغابت الاستثمارات المطلوبة في منطقة الحراك، ولا أدل على ذلك من تقلص الاعتمادات المرصودة لدى الصندوق الاوروبي للاستثمار. على الجانب الآخر، أخلفت القوى السياسية الوطنية في بلدان الربيع موعدها هي الأخرى مع اللحظة الجديدة، حسب موراتينوس الذي انتقد ضعف روح القيادة لدى النخب المحلية بما حال دون التوصل الى توافق تاريخي في بلدان مثل مصر وليبيا. وشدد على أن هذا التوافق السياسي التاريخي مهم لبناء المستقبل معربا عن أمله في أن تتمكن القوى الوطنية في العالم العربي من تدارك الموعد والتغلب على صعوبات المسلسل الانتقالي. وقال إنه "على خلاف حالة المغرب الذي استبق عاهله الأحداث ببعد نظر استراتيجي أثمر دستورا جديدا وانتخابات في إطار توافق تاريخي انخرط فيه الاسلاميون والقوى الوطنية"، فإن حصيلة مسلسل عامين من الحراك غير مرضية. وحول مآلات الأوضاع في هذه المرحلة، لم يخف الدبلوماسي الاسباني قلقه من "الأوقات الصعبة" للمسلسل لكن المهم بالنسبة له تدشين مرحلة جديدة يتملك فيها المواطنون العرب زمام مصيرهم في سياق براديغم جديد يحكم آليات الحكامة الداخلية من جهة وعلاقة العالم العربي بالمحيط الخارجي من جهة ثانية. وجدير بالذكر أن "الربيع العربي من منظورنا ورؤية الآخر" عنوان ندوة هامة تنظمها جامعة المعتمد بن عباد يومي 28 و 29 يونيو الجاري بمشاركة شخصيات عربية ودولية وازنة. وعن رؤيته لمصير الفضاء المتوسطي، لاحظ موراتينوس أن مواطني الحوض باتوا أكثر وعيا بمستقبلهم لكن الحاجة تظل قائمة لقيادة ورؤية سياسية تفسح الامكانات أمام ساكنة الشمال والجنوب على السواء، ليخلص في هذا الباب الى القول "إنه من الضروري الجلوس سويا لبناء مستقبل مشترك في هذا الفضاء الحيوي".