قبل سنة ونصف بالضبط، توقفت صحيفة "فرانس سوار" الشهيرة بشكل نهائي عن الصدور بعد نحو سبعين سنة من البذل والتغرق، حيث كانت الأولى نشرا وتوزيعا على المستوى الأوربي، تطبع سبع نسخ يوميا في منتصف الخمسينيات وتبيع أزيد من مليون ونصف المليون نسخة يوميا، قبل أن تتراجع المبيعات في نهاية أكتوبر 2011 إلى خمسين ألف نسخة. الخبر المثير هذا والذي نشر في "المساء" في عدد الإثنين ثالث يونيو، ليس هو الخبر الحزين الوحيد الذي يتعلق بالمصير المخيف للصحافة الفرنسية، بل إن عدد من الصحف تعاني من أزمة حادة، مثل "لوموند" و"ليبراسيون" و"لومانيتي" و"لوفيغارو" وغيرها من الصحف العريقة التي يتحتم عليها إجراء تحولات عميقة لمواجهة تحديات الإنترنيت الزاحف بلا رحمة على الإعلام الورقي بشكل عام. وتعاني صحيفة "لوموند" من خسائر بلغت منذ مطلع السنة إلى اليوم ما يزيد عن 25 مليون أورو، وقامت بتسريح 56 من موظفيها. وأضافت اليومية أن الصحف الفرنسية تحاول قدر المستطاع التكيف مع توزيع في منتهى التراجع، وعائدات إعلانات في تقلص مستمر وتكاليف متصاعدة ومنافسة كبيرة من الأنترنيت والصحف المجانية، قبل أن تختم أن هذه الصحف تحتاج إلى 500 مليار سنتيم إضافية لتجنبها خطر الإفلاس، حيث شبح الموت الذي يهدد كبريات الصحف الفرنسية.