وجد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية نفسه، في حرج وهو يصل قاعة ممتلئة بشباب منظمة التجديد الطلابي، الذين وبمجرد دخولهم القاعة بدأوا في ترديد شعار « يسقط يسقط حكم العسكر »، ففي الوقت الذي اختار زعيم إسلاميي المغرب المعتدلين أن « يبلع لسانه » وان يمتنع عن الإفصاح عن موقفه من الانقلاب على « إخوانه » في مصر، وضعه شباب حركة الإصلاح والتوحيد في وضع مأزقي، دون أن يتدخل تعليقا أو تصويبا، والكل تابع كيف زار بنكيران مصر، والتقى شخصيا الرئيس المصري السيسي، بصفته ممثلا للدولة، لا بصفته الحزبية. ابن كيران ، الذي حل ضيفا على المؤتمر الوطني السادس لشباب حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي للبيجيدي، استهل كلمته بتذكر الطالب عبد الرحيم الحسناوي، الذي قتل العام الماضي داخل جامعة فاس، مؤكدا انه لن ينسى « رفيقكم وأخاكم الذي اغتالته الأيادي الغادرة..ففي جميع الأحوال مسارنا يجب أن يكون مسارا ثابتا ومستمرا لا يتزعزع حتى وإن كان الثمن أرواحنا و دمائنا ». ابن كيران ، الذي حضر مؤتمر منظمة التجديد الطلابي الذي نظم صباح أمس الجمعة بالعاصمة الرباط ، أكد للحاضرين أن حضوره معهم « هو بسبب الرحم أولا ، فأنا ابن حركة الإصلاح والتجديد، التي أصبحت فيما بعد حركة التوحيد والإصلاح بعد الوحدة المباركة، وواحد من الذين أسسوا حركتكم في بدايتها، بالتالي، فحضوري معكم عادي » و في نفس السياق ، خاطب « الزعيم الإسلامي » شباب الحركة داعيا إياهم إلى التشبث أولا بالمرجعية الإسلامية، معتبرا أن هذه المنظمة « ليست نقابية بل طلابية منبعثة من حركة إسلامية، تمارس العمل النقابي من باب مساعدة الطلبة…لكن يبقى دوركم الأساسي هو المرجعية الإسلامية » . رئيس الحكومة شدد على أن الإسلام ليس بقضية سياسية « المهم فيها إسقاط الخصم وان تحل محله…بل هو إيمان واستقامة أولا… ». ابن كيران الذي ارتدى جبة « الداعية » خاطب الشباب الحاضر قائلا لهم « لا بد أن تبذلوا مجهودا كبيرا وحقيقيا لترتقوا، لأن الانتصار السياسي الأول هو انتصار على النفس الأمارة بالسوء ». يذكر أن ابن كيران يعد أحد أبرز وجوه الحركة الإسلامية في المغرب، التي خرجت من السرية إلى العلنية بعد مراجعات فكرية طويلة كان أولها « الإيمان بأن المغرب لن يتطور دون ملكية ».