قام أعضاء من المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بقيادة الكاتب الأول إدريس لشكر، يوم الثلاثاء بزيارة إلى الوزير الأول السابق وقائد تجربة التناوب التوافقي عبد الرحمن اليوسفي الذي دخل إلى زاوية الصمت مباشرة بعد انتهاء مهامه الوزارية والحزبية، ولم يعد يسمع له صوت إلا في مناسبات معدودة. واستنادا إلى بعض المصادر، فإن الكاتب الأول للحزب وأعضاء المكتب السياسي «اختاروا أن يقوموا بالتفاتة صوب الكاتب الأول السابق بعد محطة المؤتمر التاسع للحزب». وكان ضمن الوفد «عبد الكبير طبيح، ومحمد محب وعبد الحميد الجماهري والحبيب المالكي وحنان رحاب وكمال الديساوي». وقدم إدريس لشكر هدية إلى اليوسفي عبارة عن لوحة فنية جسد فيها أحد الفنانين من مدينة مراكش جمالية الطبيعة المغربية».
وبدا اليوسفي، حسب بعض المصادر، «منشرحا للغاية»، وطمأن زواره على حالته الصحية، مؤكدا أن «زيارة الوفاء هذه أسعدته كثيرا»، ودعا إلى أن «تشمل مثل هذه الزيارات كل قيادات الحزب ومناضليه السابقين وشهدائه». وخلال اللقاء الذي دام نصف ساعة، استمع عبد الرحمن اليوسفي الذي كان برفقة زوجته، إلى كلمة ألقها ادريس لشكر، شدد من خلالها أن «أن الزيارة هي عرفان لقائد عريق دبر حزب الاتحاد الاشتراكي في فترة معينة»، مضيفا «نحن تلامذتك في الحزب وفي النضال». كما سرد لشكر على مسامع اليوسفي نتائج اجتماع اللجنة الإدارية وكذا المحطات والأشواط التي قطعها الحزب منذ انتخابه كاتبا أولا للاتحاد.
وفي الوقت الذي ظن فيه أعضاء المكتب السياسي أن اليوسفي سيبقى صامتا كعادته، كسر الأخير القاعدة وأبدى مواقفه عن واقع الساحة السياسية في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن «الوضع الحالي غير مريح وخطير للغاية».
وأكد اليوسفي أنه «متتبع ومطّلع على ما يجري في الساحة السياسية بصفة عامة، والحزبية بصفة خاصة». وقال في هذا الصدد «إن حزب الاتحاد الاشتراكي فقد أوجَه بعد الهزائم الخمس المتتالية التي تلقّاها في سنوات 2002، و2003، و2007، و2009، و2011». وأضاف أن «الحزب تراجع بشكل خطير سواء من خلال نتائج الانتخابات المتدنية وأيضا تمثيليته في المدن الكبرى». ودعا في هذا الصدد أعضاء الحزب إلى «العمل من أجل أن يسترجع الحزب مكانته داخل المشهد السياسي وينجو من الموت».
ولم يفوّت الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي فرصة لقائه بالقيادة الجديدة ليقدم إليها مجموعة من النصائح، من ضمنها «الاستعداد الجيد للاستحقاقات الجماعية المقبلة»، مشددا على أنها مناسبة لينفذ من خلالها الحزب مجددا داخل الأقاليم والجهات، وهيكلة فروع الحزب ومقراته بالأقاليم، إلى جانب الاهتمام بالصحافة الإلكترونية. وقال في هذا الصدد إن «الحزب مطالب في الوقت الراهن بالانفتاح على الصحافة الإلكترونية وإنشاء موقع خاص لأنه الوسيلة الحديثة لإيصال صوته».