اعتقلت السلطات الأمنية في مدينة مراكش السياحية وسط المغرب خمسة شبان بتهمة الإفطار العلني في رمضان، بعدما أوقفتهم عناصر الشرطة السياحية « متلبسين بشرب عصير الليمون وتدخين السجائر »، بحسب ما أفادت مصادر حقوقية. وقال عمر أربيب، مسؤول الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في مدينة مراكش، ل »فرانس برس »، مساء الثلاثاء، « هؤلاء الشبان كانوا يرافقون صديقا لهم من مدينة الرباط إلى مطار مدينة مراكش، ويبدو أنهم بسبب الحرارة، شربوا عصير الليمون بشكل علني، لدى الباعة المنتشرين في ساحة جامع الفنا » التاريخية. وأضاف المصدر نفسه أن « الساعة كانت تشير إلى الثالثة والنصف ظهرا من عشية أمس الاثنين، حين تم اعتقالهم، حيث قاربت درجة الحرارة 48 درجة » في مدينة مراكش التي تعتبر أهم وجهة سياحية في المغرب. وبحسب أربيب فإن ما قام به الشبان « جلب انتباه التجار الموجودين في محيط الساحة، الذين قاموا بإبلاغ الشرطة التي قامت باعتقالهم »، مضيفا أنه « من حسن حظهم أن الساحة، في تلك الساعة تحديد، ومع ارتفاع درجة الحرارة تكون فارغة وإلا لهاجمهم الناس ». ومن المنتظر أن يمثلوا أمام المحكمة الابتدائية، يوم الأربعاء، بحضور محامي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. ولفت أربيب إلى أنه « قبل الاعتقال كانت هناك تدخلات وضغوط لإطلاق سراح هؤلاء الشبان الخمسة، لأن أب أحدهم برلماني، وأب الثاني صحافي معروف، ووالد الشاب الثالث مسؤول كبير في الأمن ». وأكد مسؤول الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن « الاعتقال والمتابعة سيكونان تعسفيين إن تما على أساس توجيه تهمة الإفطار العلني في شهر رمضان، لأن ذلك يمس بالحريات الفردية، ويجب إلغاء النص القانوني الذي يستعمل لهذا الغرض ». ويعاقب الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي على الإفطار جهرا خلال شهر رمضان بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن مائة وعشرين درهما (12 يورو). وأكد اربيب أن « المغرب مطالب اليوم باحترام التزامته الدولية التي وقع عليها، والمرتبطة باحترام حرية العقيدة والرأي وعدم سجن الناس بسبب اختلاف معتقداتهم ». ويصنف المغاربة بحسب نتائج دراسة صادرة عن المعهد الدولي للبحث « وين غالوب »، كخامس شعب متدين في العالم، إذ بينت نتائج هذا المؤشر أن 93 % من المغاربة يعتنقون دينا ما، فيما لا يتجاوز عدد الملحدين 1 %، وغير المتدينين 4 %، في حين أحجم 2% ممن شملتهم الدراسة عن الإجابة. ومن المفارقات أن المغرب ينتج ما بين 30 و40 مليون ليتر من الخمور سنويا، يمنع بيعها للمسلمين، ويعاقب بالسجن من يستهلكها علنا. ورغم ذلك يتم استهلاك معظم الإنتاج (85 بالمائة) محليا.