دفنت مدينة فاس، أول أمس الاثنين، الأطفال الثلاثة الذين أجهزت عليهم أمهم، يوم الأحد الماضي، الواحد تلو الآخر خنقا باستعمال وسادة، فيما قررت أسرة القاتلة رفع دعوى قضائية ضد مستشفى الأمراض العقلية والنفسية المعروف محليا ب«ابن الحسن»، موجهة إليه تهما ثقيلة تتعلق ب«إهمال» حالتها، ما أدى إلى مضاعفات نفسية أسفرت عن الجريمة المرعبة التي هزت حي البلاغمة بمنطقة «فاس الجديد». وأكدت مصادر مقربة من الأم حسب صحيفة « المساء » في عددها الصادر ليوم غد، أن مستشفى الأمراض العقلية ارتكب أخطاء فادحة في قضية هذه السيدة عندما قرر إخلاء سبيلها، بالرغم من أن الأطباء المعالجين يعرفون وضعها، وما يشكله مرضها من خطورة عليها، وعلى محيطها العائلي الصغير والكبير، حيث أنها كانت مصابة ب « الذهان » المزمن، وهو مرض يعتبره أطباء علم النفس «خطيرا»، ويحتاج المصاب به مواكبة نفسية ومراقبة مستمرة، لكن إدارة المستشفى، وبعدما استقبلت حالة «قاتلة أبنائها» لبضعة أيام، طلبت منها مغادرة المستشفى، دون أن تتحسن حالتها الصحية. وقالت المصادر إن الأسرة تطالب بفتح تحقيق في ملابسات هذه القضية، والتحقيق في الملف الطبي للمعنية، بغرض عدم تكرار مثل هذه المأساة الإنسانية، مضيفة أن عددا من المرضى الذين يقصدون المستشفى لتلقي العلاجات من أمراض نفسية، عادة ما يتم عرضهم لفحوصات بسيطة، وتقدم لهم أدوية، قبل أن تحدد لهم مواعيد لاحقة ومتباعدة، مع العلم أن أمراضهم يمكن أن تشكل خطرا كبيرا على المحيط الأسري، بصفة خاصة، وعلى المجتمع بصفة عامة.