بعد مضي ما يقرب من 24 ساعة على فراره بعد ارتكابه جريمة قتل في حق خاله، بسبب نزاعات حادة حول مياه سقي أراضي الكيف، باستعمال عيارات نارية أطلقها من بندقية صيد، نجحت عناصر أمنية في اعتقال المتهم بارتكاب الجريمة المرعبة التي هزت دوار تالماست بجماعة سيدي الحاج امحمد بنواحي تاونات، يوم الأربعاء الماضي. وأسفر الحادث عن إصابة شخص آخر بجروح، بينما فقد شخص ثالث عاين الحادث عقله، ما عجل بإدخاله إلى مستشفى الأمراض العقلية بفاس. وقالت المصادر إن الدرك استعان بمروحية في عملية مطاردة الجاني بعدما فر، مباشرة بعد أن أجهز على خاله الذي دخل معه في خلاف شديد حول من له الأحقية في استعمال مياه السقي لري حقول الكيف بالمنطقة. وتوجه الجاني نحو الجبال المحاذية، لكن استعمال تقنية «الجي بي إس» مكنت من تحديد مكان اختبائه، ونجحت الفرقة الأمنية المكلفة في القبض عليه. وخلف إطلاق النار إصابة شخص آخر حضر الحادث، فيما أحيل مواطن ثالث على مستشفى الأمراض العقلية والنفسية نتيجة إصابته بصدمة نفسية شديدة بسبب الرعب الذي خلفته مشاهد إطلاق الأعيرة النارية من بندقية الشاب صوب خاله، والتي حولت بطنه وصدره إلى ثقوب كبيرة، نزفت الكثير من الدماء بينما ظلت الأحشاء بادية للعيان. وذكرت المصادر بأن الشخص المصاب بالهزة النفسية ظل ينطق بهلوسات أظهرت حدة الصدمة، دون أن يتمكن المحققون ولا المواطنون من سكان الدوار من استيعاب كلامه، ما عجل بإحالته على مستشفى الأمراض العقلية ابن الحسن بمدينة فاس. وقالت مصادر حقوقية متتبعة لشؤون زراعة القنب الهندي إن المياه الجوفية والسطحية في مناطق في بلدة غفساي (نواحي تاونات) تتعرض لاستغلال بشع من قبل مزارعي القنب الهندي، مما أدى إلى نقص حاد في هذه المادة الأساسية. واشتكى المصدر ذاته مما تتعرض له المياه من تلويث جراء استعمال المبيدات السامة من قبل مزارعي الكيف. وتطرقت المصادر ذاتها إلى مراسلات سبق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمنطقة غفساي أن وجهتها للسلطات المحلية حول مشكل استحواذ مزارعي الكيف على كميات كبيرة من المياه، مضيفة أن هذا الاستحواذ يهدد السكان بنقص حاد في المياه.