إنها وثيقة تؤكد ما جاء في التحقيق الذي أنجزته القناة الفرنسية الثالثة، وقد نشرناه في "فبراير.كوم" تحت عنوان:تحقيق يعري بالصوت والصورة استغلال الأفغان للأطفال جنسيا أو الغلمان "باتشابازي أثار مدون أمريكي يدون تحت لقب the Legend of Decency (سطورة الكِياسة)، قضية تورط شركة أمن أمريكية متعهدة بتدريب رجال الأمن في أفغانستان، في قضايا التغرير بالغلمان وتقديمهم كهدايا لرجال الأمن الأفغان لتلبية رغباتهم الجنسية الشاذة، وانتقد المدون عدم اهتمام الإعلام الأمريكي الرسمي بتتبع أثر القضية التي وردت في برقية مسربة من "ويكيليكس"، والتي تثبت تورط شركة تحصل أموالها من دافعي الضرائب الأمريكيين في حين تسخرها في خدمة تجار المخدرات والتغرير بالغلمان. وذكرت الصحيفة الأمريكية "هافين بوست" التي استند عليها المدون، أنه بحسب تقارير، فإن 95 في المائة من عائدات شركة "دين كورب" التي تقدر بملياريّ دولار أمريكي، تأتيها مباشرة من جيوب دافعي الضرائب الأمريكيين. وحسب برقية مسربة من ويكيليكس بتاريخ 24 يونيو 2009، فإن قسطا من هذه الأموال تذهب إلى تجار المخدرات والقوادين من الغلمان أو الباشا بازي. ويعتبر الباشا بازي، في العرف الأفغاني الذي منعته طالبان منذ سيطرتها على الحكم، هم غلمان تصل أعمارهم إلى 15 سنة، يتجملون بزينة النساء، ويلبسون ثيابا نسائية، ثم يرقصون وسط حفلات ماجنة، يدار فيها الخمر والمخدرات، بطرق مثيرة أمام أعين رجال مخمورين تقدم بهم السن كثيرا. وحسب الصحيفة ذاتها، ف"بعد نهاية العرض يتم إدخال الغلمان في مزاد علني لمن يدفع أكثر، ليقوم هذا الأخير بشرائه في الحين. والمقصود من هذه الخدمات هو ممارسة الجنس الشرجي. وتصف وزارة الداخلية الأفغانية "الباشابازي" ب"شكل منتشر ومقبول ثقافيا من أشكال اغتصاب الذكور". وفي منطقة "باشتون" جنوبأفغانستان، لا يجد الناس حرجا في اقتناء الغلمان لغرض المتعة الجنسية، بل على العكس يعتبر الأمر مدعاة للشرف." وحسب الوثيقة المسربة من وكيليكس التي تشير إليها الصحيفة، ف"وزير الداخلية الأفغاني أبدى قلقه البالغ من وصول القصة إلى مسمع أحد الصحفيين. وألح على وزارة الداخلية الأمريكية بإيقاف صحفي سمع انه يتجول في الأنحاء، وكان خائفا من أن تصدق إشاعات سمع عنها حول شريط فيديو لإحدى تلك السهرات، وأن يظهر الشريط للعموم." وذكرت الصحيفة أن هذه ليست أول مرّة تتورط فيها شركة دين كورب الخاصة في قضايا الاستعباد الجنسي. ففي سنة 1999، طردت شرطة "دين كورب" الشرطية الأمريكية "كاثرين بولكوفاش" بعدما تحدثت عن تورط الشرطة في عمليات الاتجار بالبشر داخل قواعدها هناك، والتي اتهم على إثرها موظفو الشركة باغتصاب قاصرات من بلدان أوكرانيا ومولدوفا ورومانيا لا يزيد سنهن على 12 سنة. وردا على هذه الاتهامات، وجه نائب رئيس قسم التواصل بشركة "دين كورب" بيانا نفى فيه كل التهم الواردة في مقال "هاوستن برس"، قائلا "من المهم الإشارة إلى أن الاتهامات غير الصحيحة والغريبة الواردة في مقالكم خاطئة وغير مسؤولة"، وقال إن كل ما في الأمر "أنه كجزء من العرف القاضي بتنظيم حفلة بمناسبة تقاعد أحد الموظفين، فقد تم استئجار شاب يبلغ من العمر 17 سنة ويعمل كراقص في الأعراس والمناسبات المحلية ليقوم برقصة شعبية أفغانية، لكن وبمجرد أن تنبه المدير المحلي للشركة بأن المسألة غير مقبولة ثقافيا، أوقف الحفل."