بعد المخاض العسير الذي مرّ به تشكيل بنيامين نتنياهو للحكومة الإسرائيلية، وتداركه الأمر في اليوم الأخيرمن الأجل القانوني الممنوح له لتشكيل فريقه الوزاري؛ كشفت اللائحة النهائية لحكومة نتنياهو الجديدة، عن حضور قوي للمنحدرين من أصول مغربية، حيث عاد ابن بجّعد الذي تولى عددا من المسؤوليات الحكومية والسياسية في السابق، عمير بريتس، ليتولى حمل حقيبة حماية البيئة؛ فيما برز اسم جديد لمغربي آخر منحدر من مدينة الصويرة حيث رأى النور أول مرة، وهو مائير كوهين، المرتبط اسمه برئاسة بلدية الديمونة. ففي اليوم الأخير قبل انتهاء الأجل القانوني، توجّه ينيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود، إلى مقر إقامة الرئيس الإسرائيلي شمعون بريس بالقدس المحتلة، حيث وافاه باللائحة النهائية لحكومته الجديدة، والتي حملت أسماء ثلاثة إسرائيليين من أصول شرقية، هما الوزيران المغربيان رفقة التونسي الأصل وصاحب العلاقات الوثيقة بالأوساط المغربية، سلفان شالوم. وبينما يعتبر عمير بريتس من الوجوه المعروفة بحكم توليه عددا من المسؤوليات في السابق، وتردده المنتظم على المغرب، فإن مائير كوهين يعتبر من الوجوه الجديدة في واجهة الحقل السياسي الإسرائيلي، حيث تمكن من الحصول على مقعد في الكنيست لأول مرة في الانتخابات الأخيرة التي قلّصت اغلبية نتنياهو. كوهين من مواليد مدينة الصويرة عام 1955، وتحديدا يوم 15 نونبر. هنا في مدينة «موكادور» المغربية عاش وزيرالرفاه الاجتماعي الجديد سنوات عمره السبعة الأولى، قبل أن يهاجر رفقة أسرته إلى إسرائيل، حيث استقرّت العائلة في منطقة «يروحام» في الجنوب الإسرائيلي، قبل أن ينتقل إلى مدينة الديمونة التي استقر بها إلى أن أصبح رئيسا لبلديتها. مسؤولية تحملها هذا المغربي أول مرة في العام 2003، حاصدا لوحده ما يفوق 42 بالمائة من الأصوات، ثم حاز ولاية ثانية على رأس مجلس المدينة عام 2008. وفي ظل الغموض الذي يلفّ هذه الشخصية ومواقفها السياسية، فإن الإعلام الإسرائيلي لم يلتفت إليه إلا خلال مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، حيث برز منذ البداية مرشحا لحمل حقيبة الرفاه الاجتماعي، معلنا أنه سيعمل على عدم تقليص الميزانية الخاصة بالرفاه الاجتماعي بعد توليه مسؤوليتها. فيما سيكون مائير كوهين أحد الوزراء المتصدّين لأكثر الوزارات حساسية، بالنظر إلى كون الهواجس الاجتماعية تتصدر أولويات الحكومة على حساب الجوانب السياسية والتفاوضية مع الفلسطينيين. في المقابل، يعتبر ابن بجّعد عمير بيريتس أحد أشهر السياسيين الإسرائليين-المغاربة المعروفين، وأكثر ما عُرف به في المغرب هو تلك الاحتجاجات القوية التي كانت تقابل بها زياراته الرسمية لحضور بعض المنتديات والمؤتمرات داخل المملكة. فكل من المحامين خالد السفياني وعبد الرحيم الجامعي وعبد الرحمان بنعمرو، كانوا قد رفعوا دعوى قضائية بمناسبة حضور بيريتس إلى مدينة طنجة قبل نحو أربع سنوات، مطالبين فيها باعتقاله ومحاكمته بفعل مسؤوليته على مجزرة «قانا» التي وقعت في لبنان خلال ما يعرف ب»حرب تموز»، وكان بيريتس حينها وزيرا للدفاع. وطالب المحامون الثلاثة في المقابل بإسقاط الجنسية المغربية عن بيريتس أو إصدار مذكرة بحث دولية في حقه، من أجل اعتقاله وتسليمه للمغرب الذي يمكن محاكمته باعتباره مواطنا مغربيا.