هذا بالضبط ما أزعج رؤساء الدول الذين قال فيهم الملك عبدالله الثاني ما لم يقله مالك في الخمر مع مجلة أ"تلانتك"، وقد حمل عنوان «مملكة في الوسط». في اللقاء كثير من مهنية صحافي يجيد الوصف يثقن التقاط التفاصيل التي يسكن فيها الشيطان. وهذا ما عاتبه عليه الديوان الملكي الذي اعتبر أن ما ورد في نص يحكي عن لقاء طويل وممتع بين الجالس على العرش وممثل صاحبة الجلالة، لم يكن دقيقا. قراءة ممتعة للقاء يسلط الضوء على ملكية قال عنها الملك نفسه أنها لن تنجو إذا لم يحركها بسرعة نحو الحداثة. عندما قابلته أول مرة بعيد استلامه المكتب قبل 14 عاماً قال إن “مخاطبته بلقب جلالتك جعلته يشعر بالغثيان. ويبدو عليه انه ومع السنين تكيف مع هذه الناحية من الملوكية. يبدو عليه من نواح عديدة أنه متناقض. ملك عربي حدث وأنه يتحدر مباشرة من النبي محمد، يبشر بحكم ليبرالي علماني ديموقراطي. ولكن عبدالله الآن وبعد عقد ونصف من عهده هو بمنظوره إصلاحي سياسي واقتصادي. يقول انه يفهم ان العرش الهاشمي وربما الأردن نفسه لن ينجو من العقود المقبلة إن لم يحرك بلاده بخفة إلى الحداثة. إنها معجزة صغيرة بالطبع أنه ما زال في الحكم أصلاً. لقد نجا من اول موجة من ثورات الربيع العربي التي اطاحت حتى الان بقادة تونس ومصر وليبيا واليمن والتي وبشكل محتم تقريبا ستطيح بالرئيس السوري كذلك. ولكنه تخشّن في هذه الأثناء. الجغرافيا لعنت الأردن. إلى الشمال من عبدالله هناك بيت القبور في سوريا، ودولة فاشلة في طور التكوين.