بعثت مطبعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة خلال الشهر الماضي أول مصحف كامل بالأمازيغية حسب قراءة ورش في حلة جديدة وجميلة، وقال السيد صالح الحسيني. أمين عام العلاقات العامة في المطبعة للشروق اليومي، أن مجمع الملك فهد سبق له منذ عامين تقريبا وأن قدم جزء عم بالأمازيغية، وبعد أن استجمع علماء وعارفين ومدققين في الأمازيغية من المغرب العربي وبالاستعانة بالشيخ سي حاج محند طيب الجزائري إبن تيزي وزو الذي جاوز سنه الثمانين الذي تنقل عام 2011 إلى المملكة العربية السعودية وبقي قرابة الشهر في تلاوة القرآن وتقديم الترجمة، تم تحويل عمله إلى مخبر خاص لأجل التصحيح والتمحيص الدقيق، ووضعت الترجمة أمام لجنتين، قامت الأولى بتقديم اقتراحات خاصة في محاولة لأن تكون الأمازيغية المستعملة جامعة وليست مفرقة ما بين منطقة وأخرى، ليُقرر المجمع إلحاق المصحف المترجم للأمازيغية إلى ستين لغة تُرجم إليها المصحف الشريف، ورغم تأخر التفكير في المصحف بالأمازيغية، إلا أن النُسخ بدت في حلة راقية إضافة إلى العمل الدقيق الذي قام به مركز الترجمات في المجمع.
كما قام المجمّع بتسجيل عبر أقراص مضغوطة القرآن الكريم تلاوة باللغة العربية وشرحا دقيقا لمعاني القرآن بالأمازيغية بالاستعانة ايضا بالشيخ محند. واعترف المشرفون على مركز الترجمة بما قدمه سي حاج محند طيب الذي أفنى من عمره أكثر من خمس سنوات في الترجمة وقرابة الثلاث سنوات في التصحيح، رغم أنه كان قد حفظ القرآن الكريم في صغره باللغة العربية، ولم يكن يدرك معانيه، وهو الذي قرر منذ أن بلغ تقاعده من التعليم منذ خمس عشرة سنة على أن يعيش للقرآن الكريم ولأهالي منطقته الذين لا يفهمون كتاب الله، وكانت بعض الصحف المفرنسة في الجزائر قد انتقدت بشدة ترجمة القرآن الكريم باللغة العربية وطباعته في المملكة العربية السعودية. واعتبرت ترجمة جزء عم في فترة سابقة يفتح الباب أمام الوهابية والمذاهب غير المالكية، وانتقدت كون الأمازيغية تم كتابتها بالحرف العربي، وليس باللاتينية، وعلمنا من مجمع الملك فهد الذي يُشغل حاليا 1900 موظف من بينهم ثمان مئة مراقب، أن الكثير من النسخ سيتم تحويلها إلى منطقة القبائل من الطبعة الأخيرة في رمضان 2013 بعد أن وصلت أعداد كبيرة في أوت 2011 عن جزء عم بالخصوص، ولاقت رواجا واستحسانا من أهل المنطقة، بعد أن كانت الترجمات الفرنسية هي الطاغية .