تناقلت يوم أمس الأحد عدة صفحات إخبارية مغربية على فايسبوك كتاب "الملك المستحوذ" الذي أصدرته دار "سوي" للنشر مؤخرا للصحفيين إيريك لورون، مؤلف كتاب "ذاكرة ملك" عن الحسن الثاني، وزميلته كاترين غارسييه، مؤلفة الكتاب الشهير "حاكمة قرطاج"، والذي تضمن أرقاما عن ثروة ملك المغرب أثارت ضجة حوله وأدت بالسلطات المغربية إلى منع جريدة إلباييس بعدما نقلت بعض المضامين التي جاءت فيه وناقشتها، قبل أن يصير الآن متاحا للراغبين في قراءته على صيغة PDF بسبب الصفحات الإخبارية المغربية العاملة أساسا في فايسبوك. ومنذ بداية تطور ما يعرف بالجيل الثاني من الانترنت، تطورت معه وسائل نشطاء فايسبوك في تداول ومشاركة جل أنواع الكتب والوثائق والمعلومات التي تمنعها بلدانهم لأسباب مختلفة. ورغم بقاء حالة الصين استثناء في هذا المجال لاعتمادها نظاما يعد الأكثر صرامة في هذا المجال، إذ تصل فيه درجات الرقابة والجاسوسية والتحكم في الانترنت أقصاها، ويتم فيه حجب كل المواقع التي تختلف مع السياسة الرسمية للبلاد، فإن غالبية دول العالم تلجأ من جانبها، إلى حذف الروابط liens التي تحيل على المحتوى الممنوع (كتاب، رواية، صحيفة)، لكنها تبقى عملية محدودة الأثر نظرا لسرعة انتشار روابط جديدة تحيل على المحتوى نفسه. وعموما فإن رحم الانترنت الولود بالممنوع والمحرم والمحظور، ترمز إلى نهاية عهد المنع الحكومي بمعناه التام والكامل، ونهاية زمن مصادرة الكتب وسحب الروايات غير المرغوب فيها ومنع نشر مقالات المعارضين على الصحف، في عصر التدوين وصحافة الشبكات الحالي. ويتحدث كتاب "الملك المستحوذ" والذي يتكون من 13 فصلا، عن ثروة الملك محمد السادس، وأسباب الاغتناء وتجديد الثروة وشبكة العلاقات المساهمة في نجاح المشروع الملكي الاقتصادي والسياسي، كما يتحدث عن دور فرنسا في دعم ومساندة النظام في المغرب مقابل الاستفادة من صفقات كانت آخرها صفقة القطار فائق السرعة "تي.جي.في".