لم تفقد حياة العلمي، والدة التلميذ التهامي بناني، الذي اختفى منذ 6 سنوات، الأمل في العثور على ابنها أو معرفة مصيره. لن يهدأ بال الأسرة، منذ اختفاء فلذة كبدها سنة 2007 بالمحمدية، حتى تفك طلاسم الاختفاء الغامض لتلميذ في مقتبل العمر يتابع دراسته بالمدرسة العليا لأساتذة التعليم التقني بالمحمدية. فبعدما بحثت عنه في جميع المستشفيات والمصحات الخاصة، وبعد أن وضعت صوره في الجرائد الوطنية وفي برنامج «مختفون» بالقناة الثانية، لم تجد والدة التلميذ المختفي بدا من تقديم شكاية أمام ديوان المظالم (الوسيط حاليا)، الذي أحالها على النيابة العامة بالمحمدية حول قضية اختفاء ابنها، التي أحالتها بدورها على الشرطة القضائية بالمدينة ذاتها. الشرطة القضائية بالمحمدية، من جانبها، عجزت عن فك لغز الاختفاء الغامض بعدما أجرت أبحاثا روتينية، لتقرر النيابة العامة بالمحمدية حفظ الملف، لكن إصرار والدة الشاب المختفي على معرفة مصيره كي ترتاح نفسيا جعلها تخرج الملف من الحفظ. الوكيل العام للملك لدى استئنافية البيضاء أمر الفرقة الجنائية بالمنطقة الأمنية بالمحمدية بفتح تحقيق في الموضوع، وإجراء التحريات اللازمة والأبحاث الضرورية والاستماع إلى كل من يفيد في إظهار الحقيقة، وذلك بعد توصل الأم بمعلومات من صديقة سابقة لابنها. المعطيات الجديدة، التي جعلت والدة المختفي تخرج الملف من الحفظ، تمثلت في إفادة صديقة ابنها التي كانت رفقته وقت الاختفاء. وأضافت حياة العلمي، والدة الطالب المختفي: «إن صديقة ابنها اعترفت لها بعد توسلاتها المتكررة بأنها سمعت رفاق ابنها الذين كانوا معه على متن السيارة قبل اختفائه يتداولون أنباء مفادها أن الطالب المختفي قد توفي بعد استعماله كمية مفرطة من المخدرات، وأنهم قاموا بحمل جثته إلى مكان ما وقاموا بإحراقها». الملف الذي أخرج من الحفظ، كشف أن (م.ي.س) أحد زملاء الطالب المختفي، اعترف لعناصر الشرطة بأن المسمى (أ.ل) على علم بكل شيء، إذ قال لضابط بفرقة الأبحاث الرابعة بالشرطة القضائية بالمحمدية: «كلشي في راس ل... الذي بإمكانه المساعدة والإفصاح عن كل شيء لأنه هو الذي كان يتولى سياقة السيارة ولم يتناول معنا الخمر». هذا التصريح أكدته صديقة والدة المختفي التي كانت برفقتها أثناء زيارة منزل أسرة (م.ي.س)، التي أكدت أن هذا الأخير كاد يجهش بالبكاء لحظة استفساره. وأثناء الاستماع إلى أفراد المجموعة التي كانت برفقة التهامي بناني قبل اختفائه، وقع التناقض فيما بينهم بخصوص تاريخ ومكان الالتقاء، إذ في الوقت الذي أشار بعضهم إلى أنهم التقوا المختفي أمام المدرسة، أشارت والدة المختفي إلى أن ابنها امتطى سيارة من نوع «ألفا روميو» من أمام المنزل. ورغم وجود أربعة أبناء لدى أسرة حياة العلمي وجمال الدين بناني، والد المختفي، إلا أن حرقة اختفاء ابنهما أثرت صحيا ونفسيا على أفراد الأسرة، إذ أصبح الوالد يعاني مضاعفات صحية، فيما حياة العلمي، التي تمتهن التدريس، تواصل البحث عن مصير ابنها المختفي منذ ست سنوات دون العثور على جثته