أكد أستاذ العلوم السياسية إدريس الكريني ل"فبراير.كوم"، أن الحديث عن تخلي الملك خوان كارلوس عن العرش لفائدة ولي عهده الأمير فيليب، في الأوساط الإسبانية، لن يؤثر على علاقات المغرب وإسبانيا، فقدرهما الإستمرار في ربط علاقات مثينة ومتطورة نحو كل ما هو إيجابي ويخدم مصلحتهما، سواء استمر الملك خوان كارلوس في العرش أو تنازل عنه لفائدة ولي عهده الأمير فليبي . وأضاف لكريني، أن السياسة الخارجية للدول كتلك التي لها رصيد ديمقراطي كإسبانيا، عادة لا تقترن بتعاقب أشخاص وهو ما لاحظناه في السياسة الخارجية لأمريكا وكثير من الدول، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن السياسة الخارجية هي نتيجة لمجموعة من الفاعلين الدوليين وغير الدوليين، الذين لا يظهرون في الصورة ويطلق عليهم اللوبيات التي تخدم مصالحها ومصالح الدولة المرتبطة بها. فإسبانيا يؤكد الأستاذ الكريني، راكمت تجربة ديمقراطية واعدة واكتملت فيها آليات التناوب السياسي و الديمقراطي وهي غير مرتبطة بالأشخاص وتتحكم فيها مجموعة من المصالح الحيوية، والثوابت الموجودة في أولويات السياسة الخارجية للدول وتلك الثوابت لا تتغير بتغير الأشخاص، حتى وإن أعطيت العناية لبعض الأولويات على أخرى، فالسياسة الخارجية للدول فيها عناصر و محددات لا يمكن التخلي عنها، وينبغي أن نستحضر أن الملك في إسبانيا صلاحياته ذات طابع بروتوكولي لا تستأثر بالقرار الداخلي أو الخارجي، وتلك الملكية لها بعض الصلاحيات الرمزية وهو ما لا ينفي أن الملكية في المغرب وإسبانيا راكمتا علاقات وطيدة تعكسها الزيارات المتبادلة بين البلدين، رغم وجود خلافات حقيقية بين الطرفين فيما يخص قضية سبتة ومليلية، وقضيةالصحراء المغربية، وبعض المشاكل المرتبطة باتفاقية بالصيد البحري. ويعتقد الكريني، أن السياسة الخارجية لإسبانيا اتجاه المغرب لا يمكنها أن تتراجع على اعتبار المصالح الإستراتيجية التي تجمع البلدين، مضيفا في الوقت نفسه أن إسبانيا تعتبر الشريك الإقتصادي الثاني للمغرب بعد فرنسا، وتحتضن عددا كبيرا من المهاجرين المغاربة الذين لهم إسهاماتهم في تنمية وتعزير تطورها الفلاحي والإقتصادي كما شدد أستاذ العلوم السياسية على أن هناك أولويات مشتركة تجعل من الإلتقاء واستمرار التعاون في قوله" لكلا البلدين أولويات مشتركة مرتبطة بقضايا الهجرة والأمن والشراكة في الإتحاد الأوربي، بالإضافة إلى أن المغرب يراهن على إسبانيا في دعم بلورة حل يدعم قضية الوحدة الترابية، وفي ظل تلك العناصر الآنفة الذكر، لن تتراجع تلك العلاقات بين المغرب وإسبانيا ، رغم أن ذلك الحديث طرح مع صعود راخوي لرئاسة الحكومة الإسبانية، إلا أن استحضار المكونات السابقة يجعل من تراجع تلك العلاقات أمرا مستبعدا بعد تخلي خوان كارلوس عن الحكم إذا ما حدث، بل على العكس من ذلك فتلك العلاقة لا يمكن لها إلا أن تتطور، فالمغرب وإسبانيا قدرهما المحتم والذي لا مفر منه هو ربط علاقات متينة ووطيدة، وهو أمرملح وضروري تمليه المصالح الإستراتيجية للبلدين، بالإضافة إلى ذلك فإسبانيا ليس في صالحها أن تتورط في علاقات متوثرة مع المغرب فذلك لن يكون في صالحها، والمغرب لديه من الأوراق الإستراتيجية ما يسمح له أن يجعل إمكانية تراجع تلك العلاقات أمرا مستبعدا".