نويل 2010 كان استثنائيا بمدينة مراكش التي زينت بأبهى حللها لاستقبال الكم الهائل من الوافدين عليها من ساسة باريس وأثريائها ومشاهيرها.. في مقدمة الموكب، الرئيس ساركوزي وعقيلته كارلا بروني اللذان حظيا بضيافة استثنائية من الملك محمد السادس بقصر الجنان الكبير، الجامع في تناغم هندسي بديع بين المعمار الإسلامي والموريسكي مع لمسات ديكورية إفريقية. على رأس حاشية الرئيس الوافدة إلى مراكش، بريس أورتفو، الصديق الوفي، وجان لوي بورلو، الشخصية الثانية في الحكومة آنذاك، وهو يملك فيلا فاخرة بالمدينة من 700 متر مربع مشيدة على الشاكلة الفرنسية. أما إيرفي موران، وزير الدفاع، فقد نزل بفندق «السعدي» العريق الذي كان منذ زمن طويل الملجأ المفضل للمليارديرة ليليان بيتانكور، مالكة مجموعة لوريال للتجميل، التي كانت تعشق بقوة مطعمه المعروف منذ نصف قرن بكونه أحسن مائدة في المغرب. وضع إيرفي موران حقائبه بالفندق ومعه نحو عشرين من الأصدقاء والأقارب الذين جاؤوا لتخليد عيد مولد حماته. أما سيسيليا وزوجها الجديد ريشارد أتياس، فقد نزلا في روايال منصور، وهو من أبهى وأفخم الفنادق العالمية. هي الزوجة السابقة للرئيس ساركوزي، وهو اليهودي المغربي ابن فاس الذي راكم ثروة هائلة من عمله كمشرف استعراضي مستقل، ثم مع مجموعة بوبليسيس العالمية. وهو من نظم اللقاء الأول الذي أرسى أسس المنظمة العالمية للتجارة عام 1994، والذي شارك فيه نحو خمسة آلاف شخص تم استقبالهم وإيواؤهم بدون أدنى مشكل، مما جعله يحظى بتقدير خاص من الحسن الثاني. إقامته مع سيسيليا ب«رياض الشرف»، أرقى الروض ال53 التي يتكون منها «روايال منصور»، كانت على نفقة القصر الملكي. ويضم الرياض أربع غرف تطل على الحديقة، ومسبحين وصالة للرياضة وأخرى للتدليك وقاعة سينمائية. ويبلغ ثمن الإقامة به 36 مليون سنتيم في اليوم. وقد قضى به الرئيس السابق شيراك وزوجته بعض الوقت في خريف 2010، ومن غير المستبعد أن يكونا قد صادفا الزوج الساركوزي الذي كان يقيم هناك في نفس الفترة. ويعتبر «روايال منصور»، الذي صنف سنة 2011 من بين أجمل الفنادق في العالم، أسطورة فريدة بالنسبة إلى أثرياء العالم.. وهو في ملكية الملك محمد السادس، الذي أضفى عليه جمالية خاصة مازجة بين الأسلوب الشرقي بألوانه الزاهية ومستجدات الهندسة الحديثة بإيحاءاتها الرومانسية. ولم يكن اليسار الفرنسي غائبا عن ليلة رأس السنة المراكشية، ممثلا في دومنيك ستراوس كان وزوجته الصحافية آن سان كلير، وهما يملكان رياضا جميلا بعمق مراكش، وإلى جانبهما المفكر بيرنار هنري ليفي، المالك لواحد من أجمل الروض بمراكش، وعدد آخر من الاشتراكيين والوسطيين والأثرياء ممن يتفاخرون بممتلكاتهم المختلفة، بدءا بالضيعات الشاسعة إلى الروض والفنادق بملحقاتها الترفيهية المختلفة، مرورا بالفيلات والشقق المفروشة في أرقى الأحياء المراكشية، التي تفوح بآلاف العطور، فيما تعج أطراف مراكش بالفئات المحرومة من الحقوق والرعاية.