وأنا أسترجع شريط الذكريات بعد أن اتصل بي زوجي من المستشفى بعد 20 سنة من الاعتقال في تازممارت .. وقبل أن يقطعه رنين الهاتف .. كان المتصل هو الكوميسير الخلطي وهو أشهر عميد في الاستعلامات خلال سنوات الثمانينيات، وبمجرد أن رفعت السماعة، تقول خديجة الشاوي زوجة الراحل الرايس، في مذكراتها ليومية "المساء" في عدد الخميس 7 فبراير، قال لي بنبرة تهديد:"هاحنا طلقنا ليك راجلك، وخلينا عليك فالتيساع". الشاوي أضافت في نفس اليومية أن ردها جاء سريعا:"نتوما اللي خاصكم تخليوني عيلكم مع راجلي ووليداتي فالتيقار، ويلا ماهنيتوش راني ماغاداش نجمع يدي وفمي، فضحك الخطلي وطلب مني أن أصفح عنه وأسامحه".
ولمزيدا من التوضيح، تقول الشاوي، فالخلطي هو الذي كان مكلفا بمراقبتي، وهو من كان يبعث رجال الأمن ليداهموا بيتي بعد منتصف الليل وليحرضوا علي رؤسائي في العمل، وكان يبعث سيارات ترابض أمام بيت وتحصي علي أنفاسي وترهبني ... كل هذا كان من طرف الكوميسير الذي حينما أُحيل على التقاعد أرسل إلى بعض معارفنا يطلب مني أن أسامحه...