ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن المخابرات المغربية ساعدت نظيرتها الأمريكية في الاختطاف والتعذيب الوحشي لأشخاص يفترض أنهم إرهابيون، حيث أخضعتهم لمعاملة رهيبة في المعتقل "السري العلني" تمارة بالقرب من العاصمة الرباط. وتأتي تلك المعطيات لتؤكد تورط المغرب في ارتكاب خروقات خلال "الحرب ضد الإرهاب" التي شنها المحافظون الجدد بعد 11 سبتمبر. والتقرير من إنجاز مؤسسة "مبادرة المجتمع العادل" الذي سيقدم اليوم الثلاثاء في واشنطن ونشرته نيويورك تايمز في موقعها ويتضمن معطيات دقيقة حول البلدان التي رخصت للمخابرات الأمريكية سي آي إيه باستعمال المطارات واستقبلت بعض المتهمين بالإرهاب لاستنطاقهم بطرق وحشية للغاية. كما يستعرض التقرير أسماء 136 شخصا وكيف جرى نقلهم وتاريخ الرحلات الجوية السرية علاوة على طرق استنطاقهم. ويتضمن التقرير كذلك، الدول التي رخصت للرحلات السرية مثل ألمانيا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا ثم الدول التي رخصت للرحلات السرية، وفي الوقت نفسه استقبلت المتهمين لاستنطاقهم. ومن تلك الدول المغرب الذي خصص له التقرير الصفحة 97 كاملة، وجاء في الفقرة الأولى "المغرب من البلدان التي قامت بمساعدة وكالة الاستخبارات الأمريكية على الاعتقال والاحتجاز السري وتعذيب المعتقلين إضافة إلى فتح أجوائها أمام طائرات تابعة للاستخبارات الأمريكية التي كان على متنها معتقلون سريون". والمثير أن التقرير يتحدث عن معتقلين سريين، الأول وهو تمارة حيث يوجد مقر المخابرات المدنية وهو معتقل شهير ومعروف رغم عدم اعتراف الدولة المغربية بما جرى فيه في الماضي، ثم معتقل آخر بعين عودة ويطرح الكثير من التساؤلات حول نوعية هذا المعتقل الذي جرى فيه اعتقال سبعة أشخاص أجانب لشهور طويلة. ونقلت المخابرات الأمريكية إلى المغرب في رحلة سرية يوم 23 مايو 2002 أبو القاسم بريطل نور الدين حيث خضع للاعتقال والاستنطاق العنيف لمدة ثمانية أشهر في سجن تمارة مقر المخابرات الأمريكية. ويوم 22 يوليوز 2002 نقلت المخابرات الأمريكية محمد بنيامين إلى تمارة حيث جرى تعذيبه بشكل وحشي حيث تم تكسير بعض عظامه وصب الماء الساخن على عضوه التناسلي الذي جرى جرحه والتهديد باغتصابه والقتل. وعلاوة على التقرير، فقد أكد القضاء البريطاني هذه التهم وكان على وشك محاكمة المخابرات البريطانية بسبب تورطها في اختطاف محمد وتسليمه لنظيرتها الأمريكية ونقله الى المغرب. وكالعادة، ينفي المغرب رسميا مثل هذه الاتهامات لكن المخابرات الأمريكية اعترفت أمام الكونغرس الأمريكي بوقوع هذه الرحلات السرية نحو مختلف الدول والتعذيب الممارس باسمها في بعض الدول. واعترف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدوره بوقوع تلك التجاوزات. وكان البرلمان الأوروبي قد اعترف في تقرير له بوقوع عمليات الاختطاف، ويتضمن تقرير البرلمان الرحلات السرية نحو المغرب. وعلاقة بموضوع الاختطافات، حكم القضاء الإيطالي الجمعة الماضية على موظف كبير في المخابرات الأمريكية جيف كاستيلي بسبع سنوات سجنا بسبب تورطه في اختطاف إمام من أصل مصري في الأراضي الإيطالية ونقله الى سجن في أفغانستان ثم مصر. كما تم الحكم على عملاء آخرين للمخابرات الأمريكية، ويأتي تورط هؤلاء العملاء في إطار المخطط الذي كانت تنفذه الولاياتالمتحدة ضد من تسميهم الإرهابيين.