على إيقاعات الآلة الأندلسية وأهازيج «أحيدوس»، جرت مؤخرا بالقصر البلدي لمدينة صفرو، مراسيم الاحتفال الرسمي بتصنيف مهرجان «حب الملوك» تراثا ثقافيا لاماديا للانسانية لدى اليونسكو، حيث تم الإعلان عن هذا التتويج خلال مداولات اللجنة الثقافية للمنظمة الدولية بباريس في دجنبر الماضي. وقال عبد اللطيف معزوز ورئيس بلدية صفرو (ووزير الجالية المغربية بالخارج) والمدير العام التنفيذي لمهرجان «حب الملوك»،في كلمته التي ألقاها خلال الحفل، إن «التتويج الدولي لمهرجان حب الملوك يعتبر حدثا متميزا ونقلة نوعية في مسار هذه التظاهرة العريقة في تاريخ المهرجانات الشعبية المغربية والعالمية، مؤكدا أنه من أسباب تصنيف المهرجان من قبل اليونسكو، تقف المجهودات الجبارة التي بذلتها جمعية المهرجان ومنتخبي المدينة وجمعيات المجتمع المدني والسلطات المحلية، بتعاون مع وزارة الثقافة وممثلة المغرب لدى منظمة اليونسكو، بدون أن ننسى ما لقيه ملف المهرجان من دعم ملحوظ من قبل اليابان وإيطاليا وفرنسا وكل الدول التي تنتج فاكهة الكرز، والذين سبق لهم أن حلوا ضيوفا على صفرو». وأضاف معزوز أن «مهرجان حب الملوك لصفرو أضحى، بعد التتويج الدولي ملكا مشاعا لكل المغاربة، وعلى الجميع السعي لضمان تألقه وامتداده في الزمن، خصوصا وأنه لم تعد تفصله إلا ثمانية سنوات ليقفل قرنا من الزمن كله احتفال واهتمام متزايد بثمرة حب الملوك وأشجار الكرز التي أضحت تميز منطقة صفرو». من جهته اعتبر محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة، تصنيف مهرجان «حب الملوك» كتراث عالمي، بأنه نجاح للدبلوماسية المغربية في المجال الثقافي، والذي جاء، كما يقول، بعد تصنيف مدينة الرباط وإعلانها مدينة حديثة وتاريخية، وقبلها مدينة مراكش بساحتها التاريخية جامع الفناء، والجديدة من خلال تراث الصقور وطانطان بتراث الگدرة». وكان الحفل مناسبة، تحدث فيها سفير اليابانبالرباط، توشينوري ياناجيا، حيث أكد أنه حرص على حضور مراسيم الاحتفال بالتتويج الدولي لمهرجان «حب الملوك»، ليتقاسم مع ساكنة صفرو هذه اللحظة التاريخية، بعد أن سبق له بمعية شخصيات دبلوماسية ورجال أعمال يابانيين أن تابعوا الدورة ال91 لمهرجان صفرو صيف سنة 2011، وما خلفته أجواء المهرجان من أصداء طيبة لدى اليابانيين الذين حلوا بصفرو لمساندة ملف ترشيح مهرجانها أمام المنظمة الدولية لليونسكو». وغاب عن الاحتفال بتتويج مهرجان صفرو مستشاري «البيجيدي» والذين يدبرون شؤون بلدية صفرو، إلى جانب الاستقلاليين، كما قاطع الاحتفال الاتحاديون وعدد من الغاضبين على الوزير الاستقلالي معزوز، فيما طالبت جمعيات المجتمع المدني الفاعلة بمدينة صفرو، بجعل الدورة 93 لمهرجان «حب الملوك» دورة للاحتفال بالتصنيف الدولي لمهرجان مملكة الجمال، وذلك من خلال إشراك كل الفعاليات الجمعوية والسياسية في إدخال تطورات مهمة على مستوى البرمجة الفنية والندوات الثقافية للمهرجان، من أجل بلوغ المسعى العام الرامي إلى تعميق قيم التواصل الإنساني، والتبادل الثقافي وإعطاء انطلاقة للتدبير التشاركي لفاكهة «الكرز» وتعزيز عملية تشجير واسعة لهذه الفاكهة بالمناطق ذات الطقس البارد والتي تساعد أجواؤها وتربتها على نمو هذه الفاكهة وإيقاف زحف الإسمنت على المناطق المنتجة للكرز.