احتفلت مدينة صفرو، مساء أول أمس الخميس، على إيقاع موسيقى أمازيغية و«شعبية» وأندلسية بتتويج مهرجان «حب الملوك» من قبل منظمة اليونيسكو تراثا ثقافيا عالميا، بناء على طلب سبق لوزارة الثقافة المغربية أن تقدمت به. وحضر الحفل كل من وزير الثقافة ووزير الجالية، والذي هو بالمناسبة رئيس بلدية المدينة، وسفيرا اليابان وإيطاليا، وعدد من وجوه السياسة بالإقليم. وقررت كل من الديبلوماسية اليابانية والإيطالية في المغرب، وهما أيضا تحتفلان بمهرجانات مشابهة ل»حب الملوك»، دعم أقدم مهرجان في المغرب (يقام منذ 1919) احتفالا بتعدد المدينة الثقافي والحضاري. وتعرض المهرجان لبعض التنقيح، وأصبح يختار ملكات جمال أمازيغية وعربية وصحراوية، في تجديد لاحتفاله بالتعدد المغربي. لكنه مع ذلك عجز عن المساهمة في ربط المدينة بالتنمية، وبقي اسمه ملتصقا بصراعات السياسيين والمنتخبين من أجل استمالة أصوات المواطنين. ولم تنجح المتوّجات في صنع أسماء لهن في سماء الإشهار وعالم الاتصال، كما هي عادة مثل هذه المهرجانات. وقالت وزارة الثقافة، وهي تزف خبر تصنيف «مهرجان حب الملوك» بصفرو ضمن لائحة التراث الثقافي اللامادي العالمي، إن القرار اتخذ من قبل منظمة اليونيسكو خلال الدورة السابعة لاجتماع اللجنة البين حكومية للمحافظة على التراث الثقافي اللامادي المنعقدة بمقر المنظمة بباريس من 3 إلى 7 دجنبر الماضي. ودافع عن ملف المهرجان وفد مغربي ترأسته زهور العلوي، السفيرة الممثلة الدائمة للمملكة المغربية لدى منظمة اليونيسكو، وتكون من خبيرين من وزارة الثقافة المغربية بصفتها عضوا في هذه اللجنة التي تتكون من 24 عضوا. وفضلا عن تصنيف «مهرجان حب الملوك»، فقد تم تجديد عضوية المغرب في الجهاز المساعد الذي يضم ست دول من بين 24 دولة أعضاء باللجنة المكلفة بتقييم ملفات الترشيح لدورة 2013 ، المقدمة من لدن الدول المعنية باتفاقية 2003 لمنظمة اليونيسكو بخصوص المحافظة على التراث الثقافي اللامادي. وينظم مهرجان حب الملوك بصفرو عادة خلال شهر يونيو من كل سنة، لكن هذا التاريخ عادة ما لا يتم احترامه بسبب الارتباك في التنظيم، وعدم رغبة السياسيين في إطلاق سراح المهرجان لكي يفرز نخبة تقنية قادرة على تدبير شؤونه بالطريقة ذاتها التي تدبر بها شؤون مهرجانات أخرى استطاعت في ظرف وجيز أن تصنع اسمها في سماء المهرجانات في المغرب. ومن شأن هذا التصنيف أن يساهم في التعريف أكثر بهذا المهرجان، وبمدينة صفرو التي تعتبر من أقدم المدن التاريخية المغربية. كما سيساهم في تنمية السياحة الثقافية بالمنطقة ويكرس العناية والاهتمام بمختلف العادات والتقاليد وفنون العيش المرتبطة بهذا المهرجان وكذا المساهمة في الترويج لفاكهة الكرز (حب الملوك) المنتجة محليا ووطنيا، يقول بلاغ لوزارة الثقافة. لكن هذه الفاكهة بدورها أصبحت مهددة بالاندثار في المدينة ومحيطها بسبب انتشار العمران وحصاده للحدائق والبساتين التي كانت مفخرة المدينة. ودفع هذا الوضع السلطات المحلية إلى محاولة زرع أشجار الكرز، لكن بأعداد قليلة وبالقرب من المؤسسات. ويأتي تصنيف «مهرجان حب الملوك بصفرو» ضمن لائحة التراث الثقافي اللامادي العالمي بعد مضي ستة أشهر على تصنيف مدينة الرباط كعاصمة حديثة ومدينة تاريخية ضمن التراث العالمي لليونيسكو في الدورة 36 للجنة التراث العالمي المنعقدة بسان بيترسبورك بروسيا في يونيو المنصرم. وينضاف مهرجان حب الملوك بمدينة صفرو إلى القائمة التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي للإنسانية، بعد ساحة جامع الفنا بمراكش وموسم طانطان وفن الصقارة والحامية المتوسطية بشفشاون.