«لا. أبدا لا يزعجني ذلك. لا أرى ما الداعي لاختيار وزير الداخلية من خارج الأحزاب السياسية..» كانت هذه الجملة التي نطق بها الملك محمد السادس، حينما فتح رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران باب استوزار وزير الداخلية من خارج الأحزاب السياسية، والإحتفاظ ب"أم الوزارات" كواحدة من وزارات السيادة. فحسب ما علم موقع "فبراير.كوم" فإن الملك لم يبد أي تحفظ حول هذه النقطة بالذات خلال اللقاء الثاني الذي جمع بين الملك ورئيس حكومته، والذي دام حوالي أربعين دقيقة. هل هي رياح الدستور الجديد التي تطال "أم الوزارات"، لاسيما وأن وريث الحسن الثاني حرص منذ اعتلائه على العرش على تفكيك أم الوزارات من خلال تبديد صورة الرجل القوي المعين على رأسها، التي قضى بها رجل الشاوية البصري ربع قرن؟ الفلسفة التي ستسير بها وزارة الداخلية التي كانت دائما بيد القصر ومنطق المفاوضات وتدبير الأزمات بين حكومة الظل وحكومة بنكيران، وحدها ستكشف العالق من استفهامات كبرى ارتبطت بوزارة الداخلية المتشعبة إختصاصاتها، خصوصا وأن الملفات التي تعالجها غالبا ما تكون على قدر كبير من الحساسية.