من الصدف العجيبة في الصراع داخل الاتحاد الاشتراكي، الذي انطلق منذ أن انتخب المؤتمر الأخير إدريس لشكر كاتبا وطنيا، أن يلجأ المعارضون للشكر في الفدرالية الديمقراطية للشغل إلى مؤسس الاتحاد الاشتراكي، وزعيمه التاريخي عبد الرحيم بوعيد، أول كاتب عام للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لانتزاع « شرعية » الفدرالية، حيث اختار عبد الرحمن العزوزي الكاتب العام الفدرالية الجناح المعارض لإدريس لشكر، والموالي لأنصار تيار الانفتاح والديمقراطية، عقد المجلس الوطني للمركزية النقابية بمسرح عبد الرحيم بوعبيد في المحمدية، أمس السبت 31 يناير 2015، لكن الأمر لم يكن عاديا، حيث حل مجموعة كبيرة من الفدراليات والفدراليين، بقياة المكتب المركزي المنتخب في المؤتمر الأخير، بقيادة الكاتب العام عبد الحميد فاتحي، « في إطار اليقظة المستمرة للفيدراليات والفيدراليين للدفاع عن منظمتهم بناء على شرعية المؤتمر الوطني الرابع، وبناء على حكم القضاء والذي قضى بشرعية الأجهزة المنبثقة عنه، تم التصدي لآخر المحاولات اليائسة للذين رفضتهم القواعد الفيدرالية، والذين حاولوا عقد ما سموه بمجلس وطني، بمسرح عبد الرحيم بوعبيد بالمحمدية، معززين بكلاب الحراسة المدربة، ومحتمين بسلسلة من رجال الأمن « ، حسب بلاغ إخباري للفدرالية الديمقراطية للشغل. وتقف روح عبد الرحيم بوعبيد مرة ثانية شاهدة على انشقاق داخل الاتحاد الاشتراكي، وكأن اللعبة تتكرر من جديد، وبحضور تعزيزات أمنية، فبعد وقوفه شخصيا، في 8 ماي 1983، خلال اجتماع اللجنة الإدارية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على منع أنصار عبد الرحمن بن عمرو وأحمد بنجلون، واعتقالهما من أمام مقر الاتحاد الاشتراكي، بمعية مناضلين آخرين، ضمنهم المتوكل وفلاحي، اليوم وبعد مضي أكثر من 31 سنة، كان مسرح عبد الرحيم بوعبيد محط صراع جديد داخل الاتحاد الاشتراكي، وبالضبط دراعه النقابي، حيث يصر العزوزي على أنه الكاتب العام للفدرالية، ومازال يعقد اجتماعات باسمها، فيما يطعن المكتب المركزي المنتخب في المؤتمر الوطني الرابع في شرعيته، وبحضور البوليس أيضا. ولم يقف فاتحي وباقي الفدراليين عند الاحتجاج أمام مسرح بوعيد، بل وبعد نقاش مع ممثلي السلطات الإدارية، الذين تمسكوا بحماية الاجتماع، تقرر الذهاب في مسيرة احتجاجية إلى أمام عمالة المحمدية، حيث أٌقيم هناك اعتصام لكافة المناضلات والمناضلين، وأمام عامل ليس سوى اتحاديا، من المندمجين بالاتحاد الاشتراكي القادمين من الاشتراكي الديمقراطي، والذي يحسب على تيار الانفتاح والديمقراطية، رغم أن زوجته، حسناء ابو زيد عضوة بالمكتب السياسي إلى جانب إدريس لشكر. وكان الصادق الرغيوي، قال ل »فبراير. كوم » إن الفدرالية الديمقراطية للشغل فتحت حوارا مع السلطات، التزمت هذه الأخيرة بناء على المراسلة المودعة لدى عامل الإقليم (مع إقرار بالتوصل) بعدم تزكية أي قرار يخرج عن الاجتماع الذي يعقده أنصار العزوزي، مع ترتيب لقاء للمكتب المركزي مع عامل الإقليم صبيحة غد الاثنين 02 فبراير 2015.