في يوليوز 1971، كنتَ من بين الحاضرين في القصر الملكي بالصخيرات عندما داهمه انقلابيون بقيادة الكولونيل امحمد اعبابو والجنرال المذبوح، فكيف عشت هذا الحدث؟ تتساءل "المساء" في عدد الثلاثاء فاتح يناير 2013 فيرد أحمد عصمان في مذكراته:"كلما تذكرت انقلاب الصخيرات إلا وتداعت إلى ذهني قصة غريبة وعصية على التصديق، فقد كان هناك ضابط في الجيش اسمه التهامي"، ثم تسأل "المساء":"ما اسمه الكامل؟"، فيرد عصمان:" لم أتذكر، المهم هو يقيم الآن في مارسيليا بفرنسا، التهامي كان إنسانا مستبصرا وكان يبعث لي مرارا برسائل يخبرني فيها بتوقعاته حول أمور تدبر في المغرب، وحول ما يرى أنه سيحدث في مستقبلا، وكنت أقرأ بعضا من رسائله تلك على الحسن الثاني، والتي كان يتحدث فيها عن وقائع وتحولات يستبق حدوثها، وذات مرة كتب إلي رسالة يقول لي فيها إن محاولة انقلاب ستحدث في المغرب في نفس اليوم الذي سيغني فيه محمد عبد الوهاب، وهذه الرسالة بالضبط لم أستطع أن أقرأها على الحسن الثاني لأنني تصورت أنه ربما سينفجر في وجهي ضاحكا من فرط سخريته من محتواها، إذ ما العلاقة بين انقلاب عسكري وبين المغني محمد عبد الوهاب، لكنني وأنا أرتدي جلبابي يوم 10 يوليوز 1971، تأهبا للذهاب لمشاهدة عروض "التبوريدة" التي كانت تقام على هامش حفلات عيد الشباب، ظهر لي محمد عبد الوهاب يغني، فأحسست بدوار وأنا أتذكر توقعات التهامي، وبعدما حدث الانقلاب، أخبرت الحسن الثاني فبقى صامتا".