أقدم معتقل بسجن تولال 1 بمكناس على محاولة انتحار عن طريق ابتلاع شفرتي حلاقة (زيزوار) بعد قطع شرايين إحدى يديه، وذلك احتجاجا على تعرضه لاعتداء وصف بالخطير من طرف أحد حراس السجن، حسب تعبير والدته. وقالت أمال الطالبي، والدة محمد طارق السجين في قضية حق عام، إن ابنها المحكوم بخمس سنوات، مازال مضربا عن الطعام احتجاجا على ما تعرض له يوم الجمعة الماضي من طرف أحد حراس المعقل.
وحسب رواية الأم، فإن الحارس المشار إليه «هاجم السجين بالضرب المبرح والركل بوحشية جسيمة مما نتج عنه كسر بعض أضلاعه، بدعوى أنه ضبط لديه هاتفا محمولا»، وهو ما نفته الأم، حيث أكدت أنها ظلت طيلة عامين وأربعة أشهر التي مضت على دخول ابنها إلى السجن تتواصل معه فقط عبر رقم هاتف أحد رفاقه في الزنزانة.
الأم أضافت أن ابنها «أحس بالظلم» فدخل في موجة غضب حادة نتج عنها إلحاق الأذى بجسمه بواسطة شفرة حلاقة، حيث وجه ضربات إلى وجهه ويده اليسرى قبل أن يدخل في إضراب مفتوح عن الطعام، في محاولة منه إثارة انتباه إدارة السجن لما لحقه من «ظلم».
ووفق الرواية نفسها، فإن مدير المعقل «تجاهل» الواقعة، بل هدد السجين بنفيه إلى سجن وارزازات أو إيداعه الزنزانة الانفرادية، وهو ما رد عليه السجين بابتلاع شفرتي حلاقة.
وجرى نقل المعني بالأمر إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس حيث تم إخضاعه لفحص طبي بالأشعة، كشف عن وجود شفرتي الحلاقة في بطنه، لكنه أعيد إلى السجن دون استخراج الشفرتين، بحسب تصريح الأم.
وتقول الأم إن ابنها، وهو متزوج وأب لطفلة يبلغ من العمر 30 عاما، «يصارع الموت في تجاهل تام لإدارة السجن لوضعيته الصحية».
ولم تستطع «أخبار اليوم» الحصول على رواية إدارة سجن تولال 1 بمكناس، وذلك لتعذر الاتصال بها صباح أمس الثلاثاء.
وطالبت أمال الطالبي جميع المسؤولين والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان بالتدخل من أجل إنقاذ حياة ابنها، وفتح تحقيق في ملابسات ما تعرض له.