"الاتحاد فوت فرصة تاريخية عندما شارك في حكومة إدريس جطو وعباس الفاسي"، "الاتحاد لم يعد ذلك الحزب الذي يرتبط بالقواعد ويؤطر الجماهير" ، "المكتب السياسي جبان وكان يخاف اتخاذ القرارات لمواجهة المخزن وكان يهرب القرارات عن المجلس الوطني آخرها الموقف من 20 فبراير" الاتحاد شارك في مهزلة الدستور وطبل له إلى جانب المقدمين والشيوخ" الاتحاد فقد بريقه وخطه السياسي والأيديولوجي". هذه بعض من العبارات التي تمسك بها المتدخلون من المؤتمرين والمؤتمرات خلال مناقشة التقريرين الأدبي والمالي المقدم من طرف المكتب السياسي للحزب في أشغال المؤتمر الوطني التاسع المنعقد ببوزنيقة. وأجمعت جل المداخلات، كما تابعتها "فبراير.كوم" على ضرورة إعادة النظر في تعامل الحزب مع الدولة ممثلة في "المخزن" كما وصفه بعض من المؤتمرين المتدخلين، وكذا تسطير خط سياسي وأيديولوجي واضح يعيد لقيم الاشتراكية والحداثة والديمقراطية معناها الحقيقي في فعل الحزب داخل المجتمع. ولم ترحم مجموعة من المداخلات أعضاء المكتب السياسي وعلى رأسهم الكاتب الأول عبد الواحد الراضي، الذي ذرف الدموع وهو يلقي التقرير السياسي للحزب. ووجهت سهام النقد اللاذع نحو أداء زعماء حزب الوردة تجاه معالجة مجموعة من الملفات، من بينها المشاركة المتتالية في الحكومات دون تحقيق آمال الشعب المغربي على حد تعبير المتدخلين، وكذا تدبير مرحلة هبة 20 فبراير والدستور الذي طرح للاستفتاء في فاتح يوليوز من السنة الماضية، بالإضافة إلى طرح إشكالية تراجع الزخم التنظيمي والجماهيري، وغياب التجديد الدوري لأجهزة الحزب على المستوى الجهوي، الإقليمي، والفرعي. عبد الواحد الراضي، أجاب بكلمات بسيطة على مؤاخذات منتقدي مرحلته القيادية وتجربته في توجيه دفة حزب المهدي وعمر وبوعبيد، وكانت كتالي:" واش بغيتو نجيب المرشحين من النرويج او المريخ" ردا على التعقيبات الخاصة بمرشحي الكتابة الأولى، " مر على موقف الحزب بالتصويت عليه سنة ونصف ودخل في حكم التاريخ وحديث المؤرخين" تعقيبا على مساندة وتعبئة الحزب للدستور الجديد، "نحن الذين نهدم الحزب والآخرين ليس هم الذين يغلبوننا" لدحض مسلمات إلصاق العزيمة خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة بالخصوم السياسيين وتدخل الدولة". ولعل أقوى لحظة خلال تبريرات الراضي، الذي سيظل زعيما للحزب طيلة أشغال المؤتمر كرئيس رئاسته وكذا صفته ككاتب أول إلى حين انتخاب المكتب السياسي الجديد، كيف ما كانت المدة، أقوى اللحظات هي إقراره باستلام حزب مريض جدا حسب تعبيره بعد المؤتمر الثامن، ووصف اليوم الوضعية بالأقل ضررا ومرضا، وختم قوله ب "هادشي لي قدينا عليه". وينتظر الاتحاديون والاتحاديات طيلة يومه السبت، عمل طويل داخل اللجن، لوضع الخطوط العريضة لمستقبل الاتحاد الاشتراكي، تنظيميا، سياسيا، أيديولوجيا، وثقافيا.