هي "التايكة" كما يحلو لجمهورها تسميتها. اسمها الحقيقي مليكة الخالدي، الفنانة المراكشية التي اضحت تعاني اليوم في صمت، ولم يكترث أحد لها. فنانة أعطت الكثير وأخذت القليل، لتنال في نهاية المطاف، جائزة الحرمان، التخلي، النسيان والتهميش من قبل المسؤولين على القطاع الثقافي بالمغرب. التقيناها في بيتها المتواضع، هنا، تبدأ لنا في سرد قصتها، معاناتها، والتهميش والنسيان الذي لقيته من طرف المسؤولين. بكلمات متناثرة و حزن و ألم شديدين ، قالت وهي تناشد المسؤولين : "سنة و نصف لا مسؤولين و لا نقابة، لا أحد سأل عني..أنا لا أطلب أنا فقط أريد أن أنصف...، أريد فقط حقي... أنا لا أطلب الكثير، فقط أريد العلاج..واش عندي شي حق في هاذ البلاد". الدموع تنساب من عينيها، وهي تتحدث لفبراير.كوم:" أنا مقعدة مصابة بالشلل النصفي منذ ما يزيد عن سنة و نصف، طريحة الفراش ..، قتلتني الوحدة ... كنت قبلها أكثر ديناميكية، وها أنا الآن أمام الملأ طريحة الفراش، مقعدة بدون عمل". قبل أن تقول " أحمد الله أني حتى حجيت وشفت ذاك المقام عاد مرضت". عن دخولها عالم الفن، قالت: "أنا لست خريجة معهد للفنون و انما أنا موهوبة و مولعة بالفن و المسرح، تحديت عائلتي في سبيل الفن، في وقت لم يكن يسمح فيه للمرأة بالتمثيل والمسرح بل كان أمرا شبه مرفوض ، عيب و عار على الفتات ولوج هذا المجال ، لكن لم أستفد سوى من حب الجمهور". وأضافت وهي تتحسر على توزيع بعض المخرجين والمنتجين الأدوار على مقربين منهم قائلة:"يوزعون العروض في المسلسلات على بعضهم ...، لو عرض عليا عرض مسرحي أو تلفزيوني فسأخوض التجربة على هذا الكرسي المتحرك دون تردد"، وكأنها تحاول أن ترسم ما وصلت إليه وضعيتها. وفي نفس السياق تحدثت عن مشوارها الفني قائلة : شاركت في العديد من الأعمال المسرحية من ضمنها مسرحية "الحراز" أمام الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله ، الى جانب أعمال تلفزيونية مثل السلسلة المغربية الشهيرة "من دار للدار"، "خط الرجعة"، "أولاد لحلال" بالأضافة للأعمال الأجنبية مثل "هيروشيما"، "مراكش اكسبريس" و غيرها من الأعمال الفنية. خلال أيام المهرجان، قام مجموعة من الفنانين أصدقاء مليكة الخالدي بزيارة لها في بيتها، هي زيارة معنوية، لكن يبقى التفات المسؤولين على قطاع الثقافة أهم وأكبر، واخراج هذه الممثلة التي أتحفت الجمهور لسنوات من بين أهم الانجازات التي ستحسب لوزارة الثقافة.