في إطار الأنشطة الثقافية المواكبة للحركة الأدبية التي تعرفها مدينة الصويرة و بمساهمة العديد من الأطراق التي تعيش هذا الهم الثقافي ، نظمت جمعية أصدقاء المقهى الثقافي بالصويرة ، بشراكة مع مندوبية الثقافة بالصويرة و جمعية موكادور ، و جمعية الشباب والمستقبل بدار الصويري المعلمة يومي السبت والأحد 15و16 دجنبر 2012 الملتقى الأول للقصة القصيرة بالصويرة ، تحت شعار – الهوية في القصة القصيرة - . وكان اللقاء فرصة للإحتفاء بعميد القصة المغربية و عرابها السيد أحمد بزفور. . مراسم افتتاح الملتقى تميزت بكلمات الجمعيات المساهمة وإعطاء انطلاقة معرض لكتب المبدعيين المحليين و المشاركين في هذا اللقاء الممثلين لمختلف المناطق والأجيال بعد ذلك انطلقت فعاليات الملتقى بندوة تحت عنوان – الهوية في القصة القصيرة بمشاركة الأساتذة عبد العاطي الزياني و عبد الرحمان التمارة و محمد أيت حنا ، أدار النقاش الأستاذ أحمد شكر . حيث انصب النقاش خاصة حول مفهوم الهوية ، و علاقتها بالابداع ، كما تميز برنامج الملتقى بقراءات قصصية للعديد من المبدعين نذكر من بينهم على سبيل الحصر القاصين عبد الحميد الغرباوي و ابراهيم ابويه و ليلى مهيدرة و مريم بن بختة و هشام ناجح و حسن الرموتي والبتول المحجوب ،وقد أعطى الاستاذ حسن اعبيدو نكهة خاصة وشاعرية من خلال تقديمه لهؤلاء القاصين وغيرهم والذين أمتعوا المتتبعين بآذائهم الراقي ومضمون قصصهم المتنوع . وقد أقام المنظمون أمسية فنية صوفية تكريما لعميد القصة القصيرة الأستاذ أحمد بوزفور حيث تميزت بكلمة للمديرية الإقليمية للثقافة بالصويرة أبرزت قيم هذا المناظل المثقف ودوره كرمز من رمز القصة القصيرة المغربية وخلال هذه الأمسية قدم المشاركون شهادات حية اعترافا لما يبذله عميد القصة القصيرة بالمغرب من أجل إحلالها المكانة اللائقة بها وطنيا وعربيا ودوليا .وتبقى الكلمة التي تقدم بها الأستاذ أحمد بوزفور شاكرا المنظمين على حسن التنظيم والمهتمين والمتتبعين على تقديرهم لشخصه والتي اعتبر فيها تكريمه تكريم للقصة بالمغرب لحظة غنية عن كل تعليق لما تركت في نفوس الحاضرين من أثر لانها أبرزت تواضع هذا الكاتب الكبير وغيرته عن جنس القصة . وفي ختام هذه الأمسية التكريمية قدمت للمحتفى به مجموعة من الهدايا . . وفي اليوم الموالي حسب البرنامج المسطر قدمت قراءات نقدية خالصة لابداعات المحليين من القصاصين و النقاد . في المداخلة الأولى تناول الناقد محمد المعتصم المجموعة القصصية لكل من محمد أبو ناصر – حديث النمل – و أحمد بومعيز – الظرف الثالث – تحدث الناقد عن خصوصية الكتابة القصصية عند المبدعين و انفتاحهما على تيمات متعددة مركزا على عنصر المكان . في المداخلة الثانية تناول عبد الرزاق المصباحي كتاب الدكتور عبد الجليل شوقي – جمالية البناء الفني في النقد العربي القديم ، وتحدت المقدم عن أهمية محاور الكتاب و الجهد الكبير الذي بدله الكاتب للكشف عن رؤية نقاد الغرب الاسلامي للقصيدة العربية حول العديد من المفاهيم المرتبطة بالوزن و القافية و البيت و الايقاع و غيرها من المفاهيم . المداخلة الثالثة كانت حول رواية نيران شقيقة لحسن الرموتي قدمها الدكتور عبد الجليل شوقي عنوانها – البنية السردية الفسيفسائية في رواية نيران شقيقة ، تركزت المداخلة حول تشابك فصول الرواية التي تعتمد على شذرات سردية يجمع بينها خيط رابط يستعصي الامساك به . تلا هذه المداخلات نقاشا هاما أغني مداخلات الباحثين . الملتقى كان تشكيلا متنوعا من تبادل المفاهيم المحددة للهوية في القصة القصيرة ما بين مؤيد لطرح الهوية كشعار للملتقى وباحث في أساس الكلمة وتوموقعها ما بين الرؤية الجغرافية والبنية النقدية التشكلية للنص السردي كل هذه النقاشات وبحضور عميد القصة القصيرة الاستاذ أحمد بوزفور شكلت تفاعلا أعطى الملتقى صبغة خاصة وظهر جليا من خلال تنوع المداخلات و واختلاف القراءات . عرف اللقاء الوطني الأول للقصة القصيرة بالصويرة نجاحا مميزا ، حضرته وجوه ابداعية عبرت عن اعجابها بحسن التنظيم و الضيافة متمنين لهذا اللقاء أن يتكرر السنة القادمة ليكون للصويرة و مبدعيها مهرجانا كبيرا مغربيا و عربيا على غرار مهرجان الموسيقى . وتليت في آخر اللقاء التوصيات التالية : يتشرف المشاركون في الملتقى الاول للقصة القصيرة بمدينة الصويرة والمنعقد بتاريخ 15 و 16 دجنبر تحت شعار القصة المغربية الحديثة وسؤال الهوية بان يتقدم باحر تشكراتهم وعميق امتنانهم للجنة المنظمة للملتقى العاملة تحت اشراف جمعية اصدقاء المقهى الثقافي وجمعية الصويرة موكادور ،وذلك لحسن التنظيم وحفاوة الاستقبال من ما جعل اللقاء فعلا متسما بالمصداقية من حيث محتواه المعرفي والجمالي ومتصفا بالبحميمة من حيث الصلات المحبة التي جمعت بين المشاركين فيه والذين اتوا من مدن مختلفة من المغرب من العيون وطانطان و اسفي واليوسفية وبركان وزاكورة والبيضاء وسلا واكادير بل ومن ما زاد من جمالية هذا الملتقى كونه يكرم عميد القصة المغربية وحامل بطاقتها الوطنية الاستاذ احمد بوزفور ولذالك اثر الشاركون في اللقاء الخروج بمجموعة من التوصيات التي اعتبروها مقترح ارضية يساهمون بها لانجاح الملتقيات المستقبلية اولا : الدعوة الى استمرارية الملتقى وما يستدعيه ذلك من ضرورة دعمه من قبل المؤسسات المعنية في اطار تنمية بشرية ابداعية حقيقية ثانيا: ضرورة ربط هذا الملتقى بالمسار التربوي من خلال التنسيق مع المؤسسات التربوية والتعليمية ثالثا :الحرص على اشراك الفاعلين والمثقفين داخل المدينة فضلا على مدرسي اللغات الاجنبية لما لهذا التنوع من اثر ايجابي على المحتوى المعرفي للملتقى والابداعي ايضا رابعا : ايلاء الاهمية اللازمة لابداعات الشباب في القصة القصيرة ضمانا لتواصل الاجيال وتوطيد شروط الاستمرارية خامسا : الدعوة الى التنسيق مع ملتقيات القصة القصيرة في المدن الاخرى وذلك من اجل ان يصبح ملتقى الصويرة والجا الشبكة الوطنية المهتمة بهذا الجنس سادسا : تفعيل فكرة شخصية السنة في القصة القصيرة وبالتالي دعوة كافة الملتقيات الى ان يكون الاستاذ احمد بوزفور هو شخصية السنة وتكريس ذلك عن طريق الدراسات و القراءات والاعلام الادبي سابعا : الدعوة الى الاهتمام بالنقد القصصي في المغرب حتى يكون موازيا للابداع ثامنا : التشذيذ على لامركزية الملتقيات والاهتمام اكثر بمدن الهامش تاسعا : ان ينفتح الملتقى على اصوات من خارج المغرب من اجل ربط القصة القصيرة في المغرب بما يحيط بها في العالم العربي وحتى الاثار التي يتم ابداعها خارج اللغة العربية عاشرا : دعوة الاعلام الى مواكبة هذه الملتقيات مواكبة تستجيب لتطلعات المبدعين والنقاد احدا عشر : الاتفاق على جعل تاريخ منتصف دجنبر من العام القادم محطة ثانية للقصة القصيرة بمدينة الصويرة اثنا عشر : الدعوة الى تفعيل الشركات بين الجمعيات الحاملة للهم الادبي وستتم اولى هذه الشراكات بين اصدقاء المقهى الادبي والجمعية المغربية للغويين والمبدعين ثالث عشر : يتقدم المبدعون والنقاد والدارسون بامتنانهم العميق الى كل الشباب الذين ساهموا في التنظيم مساهمة فعالة ونموذجية ومنهم شباب الجمعيتين المنظمتين وايضا طلبة المعهد المتخصص في الفندقة والسياحة. للصويرة نيوز/ نور الدين اليوسفي